الخارجية الإيرانية: أي عدوان ضدنا سينهي التفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران، أوضح أن عدداً كبيراً من الدول الإسلامية وغير الإسلامية قيدت أو قطعت تعاملاتها التجارية والدبلوماسية مع هذا الكيان، مشيراً إلى تصاعد الحملات الأوروبية التي تدعو إلى وقف العلاقات الاقتصادية والرياضية معه.
وبيّن بقائي أن "التطبيع مع كيان قائم على الاحتلال والإرهاب والإبادة هو في جوهره شرعنة للجرائم والعدوان"، مشدداً على أن إيران طلبت من الدول، خصوصاً في المنطقة، أن تُنهي أو تجمّد روابطها مع تل أبيب.
وأضاف أن عدة دول داخل العالم الإسلامي وخارجه اتخذت خطوات مماثلة بالفعل، وأن هناك جهوداً شعبية متنامية في أوروبا تسعى لوقف أي تعاون اقتصادي أو رياضي مع الكيان، معبّراً عن أمله بأن تنضم الدول الإسلامية بدورها إلى هذه المبادرات العالمية لإظهار معارضة عملية لجرائم الاحتلال وسياساته التوسعية.
قيود أمريكية غير مسبوقة على وفود إيران في الأمم المتحدة
وحول تقييد منح التأشيرات للوفود الإيرانية، قال بقائي إن فرض مثل هذه القيود على المشاركين في اجتماعات الأمم المتحدة ليس جديداً، لكنه هذه المرة جرى بشكل غير مسبوق، وبصورة تتعارض بوضوح مع التزامات الولايات المتحدة بصفتها الدولة المضيفة، ما يضع مصداقيتها موضع تساؤل أكبر.
وأشار إلى أنه رغم صدور بعض التأشيرات، لم تصل بعد تفاصيل أوفى من زملائنا في نيويورك وجنيف، وبعدها سيتقرر شكل الوفد وآلية المشاركة. كما أكد أن طهران ستستفيد من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وسائر الاجتماعات الدولية لطرح مواقفها والتشاور مع مختلف الدول بشأن المستجدات الإقليمية والعالمية.
إيران ترفض الاغتيال كأداة سياسية
وحول اغتيال تشارلي كرك في الولايات المتحدة، أوضح بقائي أن ما جرى أثار تحليلات كثيرة عن الانقسامات الداخلية في المجتمع الأمريكي، مؤكداً أن إيران تعتبر هذه مسائل تخص الأمريكيين أنفسهم.
وأضاف أن الموقف الإيراني ثابت: "إدانة كل عمل إرهابي أيّاً كانت دوافعه أو مكان وقوعه"، مشدداً أن إيران، بخلاف واشنطن وحلفائها الذين حوّلوا الاغتيال إلى وسيلة للتخلّص من خصومهم، ترفض بشكل قاطع هذا الأسلوب.
مساعٍ دبلوماسية لإطلاق سراح مهدية أسفندياري
وفي ما يخص قضية السجناء الإيرانيين في أوروبا، خاصة في فرنسا، ذكر المتحدث أن اتصالاً هاتفياً مقرراً سيُجرى بين وزير الخارجية الإيراني وثلاثة وزراء أوروبيين بحضور مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن ملف المواطنين الفرنسيين المعتقلين في طهران منفصل، إذ إنهم متهمون بأعمال ضد الأمن القومي وخضعوا لمحاكمة قانونية. أما بخصوص مهدية أسفندياري، فوصف اعتقالها بأنه "تعسفي" سياسياً و"اختطاف" قانونياً، مشيراً إلى أن الخارجية بذلت جهوداً متواصلة خلال الأشهر الماضية لتقديم المساعدة القنصلية، وأن آخر لقاء معها جرى في 12 سبتمبر.
وبيّن أن التهمة الموجهة إليها هي "التحريض على الإرهاب" عبر منشورات على منصة "إكس"، في حين أنها لم تتعدّ كونها انتقادات للأحداث في غزة ودعماً للشعب الفلسطيني.
العلاقات مع سوريا وإدانة الاعتداءات الصهيونية
وحول الملف السوري، أكد بقائي أن قطع العلاقات بين بلدين مسلمين صديقين لا يمكن أن يكون دائماً، مشيراً إلى أن إيران تعتبر نفسها صديقة للشعب السوري، وترى أن مستقبل هذا البلد ينبغي أن يحدد بمشاركة جميع مكوناته.
كما شدد على إدانة طهران القاطعة للغارات الإسرائيلية على سوريا، وعلى ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها، موضحاً أن إيران ليست متعجلة في إعادة العلاقات، وأن استئنافها سيكون ممكناً حين تُعتبر مفيدة للشعب السوري.
إجماع متزايد ضد الكيان الصهيوني
ولفت بقائي إلى أن هناك إجماعاً إقليمياً ودولياً متنامياً بشأن مخاطر الكيان الصهيوني، الذي لا يقتصر تهديده على المنطقة، بل يشكّل خطراً عالمياً. وأوضح أن الكيان ارتكب مجازر في غزة، واحتل أراضي دول أخرى، وشن هجمات على ما لا يقل عن عشرة بلدان، منتهكاً جميع قواعد القانون الدولي. وبيّن أن إيران أجرت محادثات مع دول المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار بعيداً عن الاعتماد على قوى خارجية.
قضية النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية
وأشار بقائي إلى أن مشروع القرار الذي قدمته إيران في مؤتمر الوكالة بفيينا يرتكز على مبادئ قانونية قائمة، وليس تأسيس قاعدة جديدة، معتبراً أن تهديدات واشنطن ضد الوكالة دليل على نزعتها الأحادية وتقويضها للتعددية.
وأكد أن طهران توصلت إلى تفاهم مع الوكالة حول كيفية تنفيذ التزامات الضمانات، وهو تفاهم أُقر من جانب المدير العام، داعياً الأطراف الأوروبية إلى الالتزام بدور متوازن وإيجابي.
كما شدد على أن أي عمل عدائي ضد إيران سينهي هذا التفاهم، مشيراً إلى أنه ليس من حق أي دولة إلزام إيران بالاستمرار في تفاهم تغيرت أسسه.
مواقف إيرانية من الأزمات الدولية
حول غزة: أكد بقائي أن إرسال سفن إنسانية يعبّر عن غضب عالمي من صمت المنظمات الدولية، مشيراً إلى أن طهران ترى أن هذه التحركات تتجاوز الرمزية وتشكل ضغطاً على الساسة لاتخاذ خطوات عملية.
بشأن أمريكا: اعتبر أن أي عدوان صهيوني تتحمل واشنطن جزءاً من مسؤوليته.
عن الضفة الغربية: قال إن الوضع هناك مأساوي من اعتقالات وقتل أطفال واستيطان متواصل، ويحتاج إلى تحرك عاجل.
حول بريطانيا: وصف إنكارها للإبادة في فلسطين بأنه مشاركة في الجريمة، مذكّراً بأن المعايير القانونية لا تشترط قتل الملايين لإثبات وقوع إبادة.
عن فنزويلا: شدد على حق شعبها في تقرير مصيره، مندداً بالتحركات العسكرية الأمريكية في البحر الكاريبي.
في ما يخص أوروبا: دعاها للتصرف باستقلالية في الملف النووي بعيداً عن ضغوط واشنطن وتل أبيب.
واختتم بقائي بالتأكيد أن إيران لم تعيّن أي دولة وسيطاً رسمياً مع الولايات المتحدة، مع تقديرها للمبادرات الإيجابية التي طرحتها بعض الدول الإقليمية. كما شدد على أن اعتراف بعض الدول بفلسطين لا يكفي ما لم يترافق بخطوات عملية لحماية الشعب الفلسطيني من العدوان.