إيران تشترط لدوام الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وخلال ختام زيارته إلى مصر، صرّح عراقجي بأن هناك بندًا أساسيًا في الاتفاق ينبغي التشديد عليه، موضحًا: "كما ذكرت في المؤتمر الصحفي، فإن هذا الاتفاق واستمراره متوقفان على عدم اتخاذ أي سلوك عدائي تجاه إيران. فإذا فُعّلت آلية الزناد، فإن تنفيذ الاتفاق سيُعلق حتمًا، وسيُحدد حينها رد فعل إيران على الفور."
وأضاف: "لقد أوضحت ذلك بجلاء سواء في المفاوضات مع غروسي أو في لقائي مع المسؤولين المصريين أو في المؤتمر الصحفي، وأكدت أن الاتفاق نافذ فقط ما لم تُتخذ خطوات عدائية ضد إيران، ومنها تفعيل آلية الزناد."
انسجام الاتفاق مع القوانين الإيرانية
وتابع موضحًا: "يمكن القول إن هذا الإطار الجديد أو ما يُعرف بالآلية، يتماشى كليًا مع قانون مجلس الشورى الإسلامي، ويسير ضمن المسار الذي حددّه القانون. فهو يراعي الهواجس الأمنية لإيران ويعترف بحقوقها، كما يُحدد شكلاً جديدًا للتعاون مع الوكالة، وكلها كانت من مطالب إيران الأساسية وأدرجت في النص."
أما بخصوص تفاصيل الاتفاق، فقال: "بموجب ما اتفق عليه، لا يحق لمفتشي الوكالة دخول أي موقع سوى محطة بوشهر للطاقة، التي تواصل نشاطها باستبدال الوقود، وذلك وفق قرار المجلس الأعلى للأمن القومي."
لا منح لصلاحيات وصول جديدة
وأوضح عراقجي أن الاتفاق الحالي لا يوفّر أي وصول إضافي للوكالة، وأن نوعية هذا الوصول سيُبحث مستقبلًا بناءً على تقارير لاحقة، مشددًا على أن آليات التفتيش المؤجلة ستخضع لمفاوضات لاحقة بعد تسليم إيران لتقاريرها. وأكد أن الاتفاق يُعد خطوة إيجابية تُفقد الخصوم ذرائعهم.
الاتفاق يقرّ بالمخاوف الإيرانية والظروف المستجدة
وبيّن الوزير أن الاتفاق يعترف بالظروف الجديدة التي فرضت التعاون بصيغة مختلفة، ويقرّ بشرعية الهواجس الأمنية لإيران. كما أشار إلى أن التفاوض مع الوكالة بدأ بتكليف من المجلس الأعلى للأمن القومي، وبلغ مرحلة المباحثات رفيعة المستوى لاستكمال نص الاتفاق.
موافقة الوكالة وإقرار المجلس الأعلى
وأردف: "أخيرًا وافقت الوكالة، وبعد سلسلة مباحثات تم التوصل إلى الاتفاق. المجلس الأعلى للأمن القومي تابع جميع تفاصيله وأقرّه، وأبرز ما يميزه هو اعترافه بالمعطيات الجديدة وإقراره بمخاوف إيران الأمنية."
وأكد مجددًا أن تلك المخاوف مشروعة، مبينًا أن الاتفاق ينص صراحة على الالتزام بقانون مجلس الشورى والتحرك ضمن إطاره، وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للأمن القومي.
دور مصر في إنجاح الاتفاق
وأوضح عراقجي أن اللقاء عُقد في القاهرة بمبادرة من وزير الخارجية المصري، حيث التقى المدير العام للوكالة في مفاوضات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، إضافةً إلى اجتماعات ثنائية مع القيادة المصرية، مثمنًا دعم مصر السياسي ومساهمتها في نجاح الاتفاق ومنحه مزيدًا من المصداقية.
البعد الإقليمي والتطورات بعد الهجوم الأميركي
وأشار إلى أن المشاورات الإقليمية متواصلة، وأن جهود مصر أسهمت في تسريع التوصل إلى الاتفاق. كما لفت إلى أن الظروف تبدلت بعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، ما استوجب وضع إطار تعاون جديد، رغم أن البرنامج النووي الإيراني كان دائمًا سلميًا وتحت إشراف الوكالة.
وختم قائلاً: "نأمل أن يفتح الاتفاق الباب أمام حل دبلوماسي، إذا كان الطرف الآخر صادقًا في نواياه. وأرى أن قرارات مجلس المحافظين المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسار التالي."