عراقجي: الوحدة الإسلامية اليوم ضرورة دينية واستراتيجية لا غنى عنها
06 December 2025 | 04:03
  • عراقجي: الوحدة الإسلامية اليوم ضرورة دينية واستراتيجية لا غنى عنها

    أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الظروف الراهنة في العالم الإسلامي جعلت من مسألة الوحدة بين المسلمين واجباً دينياً وخياراً استراتيجياً لا يمكن الاستغناء عنه، مشدداً على أن المرحلة الحالية حوّلت الوحدة من مجرد شعار أو قيمة عليا إلى ضرورة حتمية.
    رمز الخبر : 8510

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، وخلال اجتماع تشاوري جمع مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية بضيوف المؤتمر الدولي الـ39 للوحدة الإسلامية، اعتبر عراقجي أن ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة ثمينة لتعزيز الحوار حول قضايا الأمة الإسلامية ولمناقشة التهديدات التي تواجهها، لافتاً إلى أن أسبوع الوحدة يمثل المنصة الأنسب لمعالجة هذا الموضوع الحيوي.

    وأوضح الوزير الإيراني أن ذكرى المولد هذا العام تحمل طابعاً خاصاً، لتزامنها مع مرور 1500 عام على ولادة الرسول الأكرم (ص)، وهو ما يضفي زخماً استثنائياً على الاحتفالات. وكشف أن إيران اقترحت خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي تسمية العام الحالي بـ"عام الوحدة"، وهو اقتراح حظي بترحيب واسع.

    وشدد عراقجي على أن وحدة الأمة الإسلامية تتطلب تفعيل الطاقات الهائلة لشعوبها التي تتجاوز المليار ونصف نسمة، مؤكداً أن هذا التلاحم قادر على إطلاق نهضة حقيقية تسهم في تقدم العالم الإسلامي. لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن الهوية الإسلامية تواجه اليوم أخطر التحديات، وأن قوى دولية كبرى تدعم محاولات إضعاف المسلمين وضرب تماسكهم.

    الكيان الصهيوني وجرائم الحرب في غزة

    وفي سياق متصل، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة، متهماً إياه باستخدام "التجويع كسلاح" وارتكاب إبادة جماعية بحق المدنيين العزّل، في ظل صمت دولي مريب. وأضاف أن هذه الممارسات تؤكد أن التهديد الصهيوني لا يقتصر على فلسطين، بل يمتد إلى لبنان وسورية وحتى إيران.

    واعتبر عراقجي أن المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني كشفت للجميع أن الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة هو الصهيونية، وليس إيران كما حاولت بعض الأطراف الترويج لسنوات طويلة. وأكد أن هذا الإدراك الجديد زاد من مستوى التعاون بين دول المنطقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أثبتت أنها شريك موثوق وحليف حقيقي لشعوب المنطقة.

    المواجهة مع الكيان الصهيوني والدبلوماسية الإيرانية

    وتطرّق عراقجي إلى الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً بين الكيان الصهيوني وإيران، مؤكداً أن طهران لم تتراجع أمام الهجمات المفاجئة، بل واصلت مسارها الدبلوماسي منذ اللحظة الأولى. وقال إن الولايات المتحدة وبعض حلفائها حاولوا الدفع نحو التفاوض، لكن النتيجة النهائية كانت رضوخ تل أبيب لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، ما اعتبره دليلاً على فشل الرهان العسكري ضد إيران.

    وشدد على أن الجمهورية الإسلامية لم تغادر طاولة المفاوضات أبداً، وهي مستعدة للحوار "العادل والشريف" القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكداً أن الوحدة الداخلية للشعب الإيراني أفشلت محاولات زرع الانقسام بين طوائفه وقومياته.
    الدعوة إلى خطوات عملية

    وختم وزير الخارجية الإيراني بالتأكيد على أن وحدة العالم الإسلامي يجب ألا تظل مجرد شعارات أو بيانات، بل أن تتحول إلى خطوات عملية، أبرزها تقديم دعم إنساني عاجل لأهالي غزة، وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني. وأوضح أن هذه الخطوات لا تمثل فقط مطلباً عقلانياً وأخلاقياً، بل أيضاً "واجباً دينياً على جميع الدول الإسلامية".

    إرسال تعليق