عراقجي: لا مفاوضات إذا أرادت واشنطن تحقيق ما فشلت فيه عسكرياً
أفادت وکالة آنا الإخباریة، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ بلاده مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكن بشرط ضمانات تحول دون أي اعتداء عسكري. وشدّد على أنّ ما لم تستطع الضربات العسكرية على المنشآت النووية تحقيقه، لن يتحقق عبر أي مفاوضات لاحقة مع واشنطن.
ولم يستبعد عراقجي، في حديثه إلى صحيفة «الشرق الأوسط» عقب مشاركته في اجتماعات الدورة الاستثنائية لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المخصَّصة لدعم غزة وفلسطين، احتمال مواجهة جديدة مع إسرائيل، قائلاً: "كل الاحتمالات قائمة، وإيران مستعدة لمختلف الظروف".
وشدّد على أنّ طهران ما زالت راغبة في الدخول بمفاوضات عادلة ومتوازنة بشأن برنامجها النووي، مبيّناً أنّ الحوار جارٍ حالياً مع الدول الأوروبية الثلاث والوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف وضع إطار جديد للمباحثات.
وأضاف: "نحن منفتحون على مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، لكن شرط أن نتلقى ضمانات بعدم لجوئها إلى أي عمل عسكري خلال فترة الحوار. يجب أن نتأكد أنّ الأميركيين يأتون إلى الطاولة لمفاوضات عادلة تخدم مصالح الطرفين وتقوم على أساس المصالح المتبادلة. أما إذا تصوّروا أنّ ما فشلوا في تحقيقه عسكرياً يمكن أن يُنتزع من خلال التفاوض، فلن تُعقد أي محادثات".
وتابع: "لم نغادر طاولة التفاوض في أي وقت، بل كنا منخرطين فيها حين تعرّضنا لهجوم إسرائيلي انضمت إليه الولايات المتحدة. لذلك، من المؤكد أنّ أي جولة تفاوض جديدة ـ إن حصلت ـ لن تكون مماثلة للسابقة. وأكدت مراراً أنّ موقفنا من المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن لم يتغير".
وعن التوتر الراهن في المنطقة والتهديدات المتبادلة مع إسرائيل، قال عراقجي: "كل شيء وارد، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات. إسرائيل والولايات المتحدة خلال حرب الأيام الـ12 لم يحققا أياً من أهدافهما، فيما صمدت الجمهورية الإسلامية ببسالة، وردّت في الوقت نفسه على الاعتداءات. لقد واصلنا إطلاق الصواريخ حتى اللحظة الأخيرة، بينما كانوا يعتقدون أنهم قادرون على إيقافها خلال 48 ساعة".
وأضاف: "بعد 12 يوماً، كانت إسرائيل هي من طلب وقف إطلاق النار غير المشروط، وبما أنّ الطلب جاء بلا شروط فقد وافقنا عليه. وإن حاولوا تكرار السيناريو نفسه فنحن جاهزون. لكن تجربة حرب الـ12 يوماً أثبتت أنّ الخيار العسكري فاشل وغير مجدٍ. ومع ذلك، إذا أعادوا الكرة فسيواجهون رداً أعنف وأقوى".