الشعب الإيراني وغرائب الإعانة الحكومية
يقول (م.م) بأن الحكومة الإيرانية تدفع لكل مواطن إيراني، فقيراً كان أو غنياً، إعانة شهرية قدرها (300) ألف تومان، وبما أن عائلته تضم خمسة أفراد؛ فإنه يتسلم مليوناً وخمسمائة ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل (40) دولاراً أمريكياً. وكنت أتصور أن هذا المبلغ ضئيل جداً ولايساوي شيئاً، لكن (م. م) فاجأني بأن هذا المبلغ يكفيه لدفع تكاليف جميع الخدمات التي تقدمها الدولة، وبأرقام يصعب تصديقها، وعلى النحو التالي:
1- أجور الكهرباء، دون انقطاع ثانية واحدة، ودون أي حدود وتقنين: (120) ألف تومان كمعدل شهري، وهو مبلغ يساوي ثلاثة دولارات وعشرون سنتاً.
2- أجور الماء (الإسالة) دون أي انقطاع أو تقنين: (80) ألف تومان كمعدل شهري، وهو مبلغ يساوي دولاران وعشرة سنتات.
3- أجور الغاز السائل، أي غاز التمديدات داخل البيت، شأنه شأن تمديدات الماء، حيث لايعرف الإيرانيون شيئاً اسمه قنينة الغاز أو أنبوبة الغاز: (110) ألف تومان كمعدل شهري، ما يساوي ثلاثة دولارات.
4- أجور الهاتف الأرضي، ويشمل الاشتراك والاستخدام المحلي والوطني المعتدل: (30) ألف تومان كمعدل شهري، وهو مبلغ يساوي ثمانون سنتاً.
5- أجور الواي فاي المفتوح: (90) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل دولاران وستون سنتاً.
6- أجور مكالمات الموبايل، لثلاثة خطوط، له ولزوجته وابنه الكبير: (90) ألف تومان كمعدل شهري، مايساوي دولاران وستون سنتاً.
7- أجور الإنترنيت المفتوح لثلاثة خطوط موبايل، له ولزوجته وابنه: (60) ألف تومان شهرياً، وهو مبلغ يعادل دولاراً وثمانون سنتاً.
8- أجور بنزين السيارة الشخصية، أربعة تفويلات، بالسعر الحر: (420) الف تومان كمعدل شهري، ما يساوي أحد عشر دولاراً. ويبلغ السعر الحر ثمانية سنتات للتر الواحد. وتمنح الحكومة الإيرانية كل سيارة شخصية (60) ليتر شهرياً إعانة للبنزين، بمبلغ (1500) توماناً للتر الواحد، ما يساوي أربعة سنتات فقط، وهو أرخص سعر للبنزين في العالم، أي أن الدولة تعطي لكل سيارة حصة مقدارها (60) لتراً شهرياً بخمسة دولارات. أما شراء البنزين بالسعر الحر البالغ ثمانية سنتات للتر الواحد؛ فلاحدود له ولاتقنين.
9- دفعات التأمين الصحي لخمسة أشخاص: (300) ألف تومان شهرياً، ما يعادل ثمانية دولارات، ويشمل كل أنواع العمليات والعلاج والدواء والصور الشعاعية والسونار وغيرها.
وبهذا يكون مجموع ما يدفعه (م.م) شهرياً لتغطية جميع نفقات الكهرباء والماء والغاز والاتصالات والانترنيت والتأمين الصحي والعلاج والبنزين، حوالي مليون وثلاثمائة ألف تومان (1،300.000)، أي ما يعادل (34) دولاراً أمريكياً شهرياً، وهو أقل بــ (200) ألف تومان من مبلغ الإعانة الشهرية الذي تدفعه الحكومة الإيرانية له ولكل مواطن إيراني، أي أن مبلغ الإعانة الشهرية الشاملة التي تدفعها الدولة لكل مواطن، يغطي له جميع نفقات الخدمات الحكومية، ويفيض عنده جزء منه، ما يعني أن جميع الخدمات المذكورة، تقدمها الدولة الإيرانية لشعبها، بالمجان بالكامل، وهي حالة لانظير لها في كل دول العالم، بما فيها الدول الغربية المتقدمة والعربية الثرية. ويضاف الى هذه الخدمات، الدعم الحكومي لقطاعات التعليم والضمان الاجتماعي والترفيه.
ولكن في المقابل ــ كما يقول (م.م) ــ لايعرف بعض الإيرانيين قدر النعمة التي يعيشونها، ولو عاشوا يوماً واحداً في دولة أُخرى، لعرفوا قيمة بلدهم. وفي المقابل؛ تعطي وسائل الإعلام العربي والغربي صورة خيالية قاتمة عن الأوضاع في ايران، وكأنها تتحدث عن بلد في المريخ.
علي المؤمن