دراسة: جائحة كورونا سرّعت شيخوخة الدماغ حتى لدى غير المصابين
  • دراسة: جائحة كورونا سرّعت شيخوخة الدماغ حتى لدى غير المصابين

    كشفت دراسة بريطانية حديثة عن نتائج صادمة، مفادها أن جائحة كوفيد-19 أدّت إلى تسريع وتيرة شيخوخة الدماغ لدى البالغين، حتى أولئك الذين لم يصابوا بالفيروس إطلاقاً، ما يسلّط الضوء على تأثيرات نفسية وبيئية عميقة خلفتها الجائحة على الصحة العصبية العامة.
    رمز الخبر : 8268

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، واعتمد الباحثون في جامعة نوتنغهام على تحليل صور بالرنين المغناطيسي لما يقارب 1000 شخص من الأصحاء، حيث قارنت الدراسة بين فحوصات أجريت قبل تفشي الجائحة وأخرى تلتها. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين خضعوا للفحص بعد الجائحة أظهروا مؤشرات على تسارع في شيخوخة الدماغ، مقارنة بمن أُجريت لهم الفحوصات سابقاً.

    التأثير طال الجميع... لكن بشكل غير متساوٍ

    وأوضح الفريق البحثي أن التأثيرات كانت أكثر وضوحاً لدى كبار السن، والرجال، والأفراد من الفئات الاجتماعية الأكثر حرماناً. ومن المثير للاهتمام أن تراجع بعض القدرات الإدراكية، مثل سرعة المعالجة والمرونة الذهنية، ظهر فقط لدى أولئك الذين أُصيبوا فعلاً بكوفيد-19، ما يشير إلى وجود بعدين مستقلين لتأثير الجائحة: أحدهما نفسي–اجتماعي، والآخر فيزيولوجي ناتج عن الإصابة المباشرة بالفيروس.

    العوامل النفسية والاجتماعية في دائرة الضوء

    وقال الدكتور علي رضا محمدي نجاد، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن أكثر ما أثار دهشته هو رصد علامات الشيخوخة الدماغية حتى لدى غير المصابين، مرجّحاً أن يكون للعزلة، والقلق، والضغوط الاجتماعية التي رافقت الجائحة دورٌ محوري في هذه التغيرات العصبية.

    واستخدم الفريق تقنيات تصوير متقدمة مدعومة بتعلم الآلة، طوّروا من خلالها نموذجاً لتقدير "العمر البيولوجي للدماغ"، استناداً إلى قاعدة بيانات ضخمة تتضمن أكثر من 15 ألف فحص دماغي لأشخاص أصحاء.

    نتائج قابلة للانعكاس؟

    ورأت البروفيسورة دوروثي أوير، المشاركة في الإشراف على الدراسة، أن هذه النتائج تبيّن كيف يمكن أن تؤثر البيئات النفسية والاجتماعية في صحة الدماغ بنفس قدر تأثير العوامل الطبية.

    أما البروفيسور ستاماتيوس سوتيروبولوس فأكّد أن استخدام بيانات البنك الحيوي البريطاني أتاح فرصة نادرة لتتبّع الأثر البعيد لأحداث عالمية مثل جائحة كورونا على صحة الإنسان العصبية.

    ورغم ما حملته النتائج من مؤشرات مقلقة، إلا أن الفريق البحثي أبدى قدراً من التفاؤل، معتبرين أن بعض هذه التغيرات قد تكون قابلة للتراجع مع تحسّن الظروف الاجتماعية وتخفيف الضغوط النفسية. لكنهم شددوا على ضرورة إجراء دراسات طويلة الأمد لفهم الآليات الدقيقة لهذه التغيرات، وتقييم مدى استمراريتها أو قابليتها للعلاج.

    إرسال تعليق
    captcha