كيف تعيد التكنولوجيا النووية الأمل إلى مرضى على حافة الموت؟
أفادت وکالة آنا الإخباریة، خلال السنوات الأخيرة، لعبت إيران دورًا متزايدًا في تطوير الراديوأدوية من خلال توسيع تقنياتها النووية. هذه الأدوية لا تسهم فقط في رفع دقة التصوير الطبي، بل تترك أيضًا أثرًا ملموسًا في تحسين النتائج العلاجية للمرضى.
الراديوأدوية وتطبيقاتها
الراديوأدوية هي مركّبات دوائية تحتوي على نظائر مشعة، وتُستخدم في الطب النووي للتصوير والعلاج. تدخل هذه المواد إلى الجسم عن طريق الحقن أو الاستنشاق أو البلع، وتستهدف أعضاء معينة بناءً على نوع النظير المشع المستخدم.
في مجال التصوير الطبي، تساعد الراديوأدوية في تحليل وظائف الأعضاء والأنسجة الداخلية. فعلى سبيل المثال، تُستخدم في فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير المقطعي بالإصدار الفردي للفوتون (SPECT)، حيث تُرصد انبعاثات أشعة غاما لتكوين صور دقيقة للنشاط الأيضي داخل الجسم.
أما في العلاج، فتعمل الراديوأدوية على تدمير الخلايا المريضة من خلال انبعاثات إشعاعية موجهة. في حالة السرطان، يمكن لهذه المواد أن ترتبط مباشرة بالخلايا السرطانية وتدمرها دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
إنتاج هذه الأدوية يتطلب تكنولوجيا متقدمة وإدارة دقيقة لدورة الوقود النووي. والدول التي تمتلك هذه الدورة بشكل كامل تكون قادرة على تلبية احتياجاتها من الراديوأدوية دون الاعتماد على الاستيراد، ما يقلل التكاليف ويزيد من فرص الوصول إلى طرق التشخيص والعلاج الحديثة.
أبرز الراديوأدوية المنتجة في إيران وتطبيقاتها
أحرزت إيران تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بإنتاج عدة أنواع من الراديوأدوية الحيوية، منها:
• الموليبدينوم-99 / التكنيشيوم-99m: يُستخدم في التصوير الطبي لتقييم العظام والقلب وأعضاء أخرى.
• اليود-131: يُستخدم في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية وسرطان الغدة الدرقية.
• اللوتيتيوم-177: يُستخدم لعلاج أورام الغدد الصم العصبية وبعض السرطانات المتقدمة.
• الرينيوم-188: يُستخدم في علاج أمراض المفاصل وبعض أنواع السرطان.
• الساماريوم-153: فعّال في تخفيف آلام النقائل العظمية الناتجة عن السرطان.
تُستخدم هذه الأدوية في مراكز الطب النووي المتخصصة في إيران، مثل مركز فردوس للطب النووي في مستشفى الدكتور مسيح دانشوري، مستشفى شريعتي، مؤسسة بارسيان للطب النووي، ومركز سينا للطب النووي.
المرضى المنتظرون للراديوأدوية
ساهم إنتاج الراديوأدوية محليًا في تقليل اعتماد إيران على الاستيراد، وزاد من دقة التشخيص وكفاءة العلاج في حالات مثل:
• السرطان
• أمراض الغدة الدرقية
• أمراض القلب
• الأمراض العصبية مثل الزهايمر
• اضطرابات العظام
وقد وفّر الإنتاج المحلي لهذه الأدوية ما بين 50 إلى 80 مليون دولار سنويًا، ما يبرز أهمية تطوير التكنولوجيا النووية الوطنية.
هل يمكن لواردات الوقود النووي أن تلبّي احتياجات إيران من الراديوأدوية؟
رغم أن استيراد الوقود النووي قد يحل جزءًا من المشكلة، إلا أن ضمان توفير الراديوأدوية بشكل مستدام يتطلب امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة. فالاعتماد على الواردات يجعل الدولة عرضة للتقلبات السياسية والاقتصادية، ويُعيق تقدم البحث والتطوير في مجال الطب النووي.
من هنا، فإن امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة ليس ضروريًا فقط لتأمين الطاقة، بل أيضًا لتعزيز التقدم في التكنولوجيا الطبية والحفاظ على استقلال البلاد العلمي والعلاجي. إن لهذه التكنولوجيا دورًا محوريًا في تعزيز الصحة العامة، ويتطلب تطويرها استثمارات مستدامة وبنية تحتية داخلية متينة.