التكنولوجيا والوحدة.. جناحا المقاومة الوطنية في ظل الحرب

أفادت وکالة آنا الإخباریة، وفي تصريحات صحفية، قال زاهدي إن الجمهورية الإسلامية تمرّ بأحد أكثر المنعطفات التاريخية حساسية، مشيرًا إلى أن دخول المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني أسبوعها الثاني، وتعرض ثلاث منشآت نووية إيرانية لهجوم أميركي، يعكس تعقيد التحديات الحالية، من تهديد البنى التحتية الحيوية، إلى الضغوط الاقتصادية وتأثيرها على أسواق الطاقة والاستثمار. لكنه في المقابل، أكد أن هذه التطورات خلقت أيضًا فرصًا أبرزها تلاحم الإيرانيين في الداخل والخارج، واستعراض قوة الردع الوطنية.
وفيما انتقد ازدواجية الخطاب الأميركي بين الدعوة إلى الحوار وضرب المنشآت النووية السلمية، دعا زاهدي وسائل الإعلام إلى فضح الوجه الحقيقي لسياسات واشنطن العدوانية والمنافقة.
النخب العلمية.. هدف العدو ومحور الردع
وحول استهداف النخب العلمية، أشار زاهدي إلى أن اغتيال أكثر من 12 عالمًا إيرانيًا يؤكد خشية الأعداء من القوة العلمية الإيرانية أكثر من العسكرية، مضيفًا أن قصف المراكز البحثية هو شاهد على هذا الرعب. ودعا إلى تعاون وثيق بين المجتمع العلمي والمؤسسات الدفاعية، من أجل تعزيز القدرات الرادعة عبر التكنولوجيا والاستقلال المعرفي.
وأكد أن من مسؤوليات المجتمع الأكاديمي أيضًا نشر الوعي، وقراءة التطورات الإقليمية علميًا، ومواجهة الحرب النفسية، وتعزيز خطاب الوحدة الوطنية، معتبرًا أن بناء شبكات داخلية وخارجية بين العلماء الإيرانيين سيسهم في كسر احتكار الإعلام الغربي.
الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.. أدوات بناء القوة
كما شدد زاهدي على أن التقنيات الحديثة تلعب دورًا مركزيًا في تعزيز الردع الوطني، مشيرًا إلى الصواريخ بعيدة المدى، والطائرات المسيّرة الذكية، وأنظمة الدفاع الجوي، والحرب السيبرانية والإلكترونية، كأهم ركائز القوة الدفاعية، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من هذه المعادلة خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن التقدم في الأعمال الرقمية، وتخفيف الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، واستثمار المعدات ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري، هي من أبرز مكاسب المرحلة التكنولوجية الراهنة.
التلاحم الاجتماعي.. السلاح الحقيقي للشعب الإيراني
واعتبر زاهدي أن "السلاح الحقيقي للشعب الإيراني هو الإيمان والتكاتف والوحدة الوطنية"، مؤكدًا أن هذه الوحدة عززت قدرة البلاد على الصمود، وخففت من فعالية الهجمات النفسية.
وأوضح أن هذا التلاحم ينعكس في الاستقرار الاقتصادي، وطمأنة الشارع، وزيادة الثقة العامة، ودعم الإنتاج الوطني، وتجاوز الانقسامات القومية والسياسية، واصفًا اللحظة الراهنة بأنها ذروة تاريخية في وحدة الإيرانيين.
الهجوم على المنشآت النووية وتداعياته الاستراتيجية
وفي ما يخص استهداف منشآت فردو ونطنز وأصفهان النووية، اعتبر زاهدي أن الهجمات الأميركية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، قائلًا: "يمكن تدمير البنى التحتية بالقنابل، لكن لا يمكن قصف المعرفة"، مشيرًا إلى أن التاريخ الإيراني يُثبت تسارع التقدم بعد كل عدوان.
وخلص إلى أن هذه الهجمات قد تفتح فصلًا جديدًا في التحولات الإقليمية، من بينها إضعاف الكيان الإسرائيلي، وتصعيد التوتر، واحتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وتقوية محور المقاومة، وتوسيع التعاون مع دول الجوار.
وختم بالتأكيد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، وإعادة بناء المراكز البحثية بسرعة، واستمرار الدبلوماسية النشطة مع الدول المتحالفة، معتبرًا المرحلة الحالية اختبارًا مصيريًا لإيران يجب تحويله إلى فرصة لترسيخ السيادة الوطنية.