تشييع الشهداء يتحوّل إلى استفتاء على الصمود والمقاومة

أفادت وکالة آنا الإخباریة، واحتشدت حشود غفيرة من المواطنين في هذه المراسم، في مشهد اعتبر رسالة قوية وصفعة مدوية جديدة للتحالف الأميركي-الإسرائيلي، تضاف إلى سلسلة من الردود الشعبية التي واجه بها الإيرانيون العدوان خلال الأيام الاثني عشر الماضية. الحضور الكثيف عبّر عن وحدة وطنية صلبة، ورسّخ دعائم الردع الوطني، وأسهم في كشف خلايا التجسس والعملاء المدسوسين من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية، لا سيما الموساد والسي آي أيه.
العدوان الأخير، كما يرى مراقبون، كشف مجدداً عن خطأ فادح ارتكبه الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية، تمثل في اعتمادهم على معلومات مضللة قدّمتها جماعات معارضة للنظام الإيراني، من فلول الملكية والمنظمات المنافقة وأعداء الثورة، الذين فشلوا في تصوير الواقع الحقيقي للعلاقة المتينة بين الشعب والنظام.
وفي الأيام الأولى للعدوان، حاول قادة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة تحريض الشارع الإيراني على حكومته، إلا أن الرد جاء مغايراً تماماً، حيث خرج المواطنون من مختلف القوميات والطوائف إلى الشوارع دعماً لوطنهم وقواتهم المسلحة، ورفضاً للتدخل الخارجي، ما أربك التحالف المعتدي ودفعه إلى الانتقام من المدنيين، ليسقط العشرات من النساء والأطفال شهداء.
اليوم، يواصل الإيرانيون رسالتهم بالمشاركة الواسعة في وداع الشهداء، الذين تنوعوا بين قادة عسكريين وعلماء نوويين ونساء وأطفال، حتى الرضع منهم، مؤكدين التزامهم بمواصلة نهج الشهداء دون تردد، وتجديد البيعة للوطن والنظام الإسلامي.
هذا التلاحم الشعبي والعسكري، والوفاء الثابت لمبادئ السيادة والاستقلال، يؤكد مجدداً أن المخططات الأميركية-الإسرائيلية لا تستطيع اختراق الإرادة الإيرانية، مهما بلغت من الخبث والدهاء.
الهتافات التي ارتفعت اليوم، بشعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، لم تكن مجرد شعارات، بل كانت تعبيراً عن وعي شعبي عميق بمسؤولية الدم الذي سُفك، وإصرار على أن هذه التضحيات لن تذهب سدى. وقد دفع الكيان الإسرائيلي ثمناً باهظاً خلال فترة العدوان، وكاد أن ينهار تحت ضغط الرد الشعبي الإيراني والقدرات العسكرية الوطنية، لولا التدخل الأميركي لإنقاذه.
وبينما تؤكد طهران أن الرد لن يتوقف، فإنها تدعو خصومها لقراءة تاريخ إيران وشعبها، قبل التفكير في تكرار حماقات قد تكون عواقبها أكثر فداحة.