ليلة سقوط دمشق... من "الجولاني" الإرهابي إلى "أحمد الشرع" رئيس السلطة الانتقالية
04 June 2025 - 12:14

ليلة سقوط دمشق... من "الجولاني" الإرهابي إلى "أحمد الشرع" رئيس السلطة الانتقالية

كتاب "سقوط دمشق" للكاتب نضال حمادة يكشف خفايا التحول الدراماتيكي في سوريا، من صعود محمد الجولاني كإرهابي إلى توليه السلطة الانتقالية، بدعم وتخطيط غربي دقيق سبق الانهيار بسنوات.
رمز الخبر : 7981

أفادت وکالة آنا الإخباریة، جاء إطلاق الكتاب خلال حفل رسمي في وكالة "أنا" الإخبارية، بحضور عدد من الصحفيين والمثقفين، حيث أجرت وكالة تسنيم لقاءً خاصًا مع الكاتب كشف فيه عن فصول من الكتاب وأبعاد التحول الكبير في المشهد السوري.

حمادة: سقوط سوريا كان مُعدًّا سلفًا... وتدريب الجولاني بدأ منذ عامين

في حديثه، أكد حمادة أنه استشعر ملامح الانهيار قبل ستة أشهر من وقوعه، موضحًا أنه نقل هذه المخاوف إلى جهات معنية، معتبرًا أن ما جرى لم يكن طبيعيًا. وقال إنه تابع تطورات الأحداث بدقة، مسلطًا الضوء على دور شخصيات خفية مثل خالد الفيوني، المعروف بلقب "رجل الظل"، وهو رجل أعمال سوري صاحب توجهات سلفية، ونائب رئيس لجنة الصناعات العسكرية للدرونات في أوكرانيا، وخبير أمني سابق في "مايكروسوفت".

أشار حمادة إلى أن أحد معارفه العائدين من الخارج أخبره بمشاركته في تدريب الجولاني لتولي الحكم، كاشفًا عن أربعة أسماء محورية شاركت في هذا التدريب، وهم:

روبرت فورد، السفير الأميركي الأسبق في دمشق

جوناثان باول، مسؤول الأمن القومي البريطاني

باتريك هيلي، باحث أميركي

دارين خليفة، باحثة في مركز حل الأزمات بواشنطن

معركة بلا سلاح... والانتصار بالقوة الناعمة

يرى حمادة أن سقوط النظام لم يحدث عبر المعارك التقليدية، بل جاء نتيجة استخدام القوة الناعمة والهيمنة الرقمية. وأضاف: "عندما رأيت الجولاني يتحدث لأول مرة، أدركت أن الرجل خضع لتدريب احترافي مكثف". وأشار إلى أن أسلوب الجولاني في الخطاب يعتمد على اختزال المعاني ضمن رسائل سريعة، مستفيدًا من نمط الإعلام الجديد مثل "تيك توك"، حيث قدّم في خطاب لا يتجاوز 35 ثانية ثلاث ركائز استراتيجية.

اتفاقات دولية تمهد للتغيير

يتناول الكتاب تفاصيل اتفاقات ثلاثية أميركية-بريطانية-تركية مع الجولاني، مقابل تنازلات استراتيجية، منها ترك الجولان والجنوب السوري تحت النفوذ الإسرائيلي، والشمال السوري للسيطرة الأميركية. كما يناقش تفكك الجيش السوري، وفساد البنية الإدارية، وهيمنة مستشارات القصر الجمهوري على القرار، ورفض الأسد المتكرر لنصائح الحلفاء، لا سيما من إيران وحزب الله، وتعلّقه المفرط بالحماية الروسية.

من الإرهاب إلى الحكم... مشروع غربي متكامل

يمثّل الكتاب أول إصدار توثيقي شامل يُنشر بعد سقوط النظام السوري، وفقًا للكاتب، الذي أكد أن ما جرى كان مخططًا بدقة، بتحويل "الجولاني" من قيادي في تنظيم إرهابي إلى رئيس محتمل لسوريا ضمن مرحلة انتقالية، بجهد استخباراتي تقوده لندن وواشنطن. كما حذّر من استمرار محاولات تغيير الأنظمة في لبنان والعراق بذات الأسلوب، داعيًا إلى الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة الحروب الناعمة القادمة.

وشهد الحفل كلمات من مترجمي الكتاب إلى الفارسية، إضافة إلى مدير عام وكالة "أنا" الإخبارية، في فعالية أكدت أن هذا الإصدار يفتح بابًا واسعًا لفهم خلفيات التحولات الجذرية في المشهد السوري.

إرسال تعليق