"الذكاء الاصطناعي في خدمة الحرب: كيف تُحوّل الغارات الإسرائيلية إلى أدوات تجسس رقمي؟"

"الذكاء الاصطناعي في خدمة الحرب: كيف تُحوّل الغارات الإسرائيلية إلى أدوات تجسس رقمي؟"

لم تعد الغارة الإسرائيلية نهاية الحدث، بل باتت نقطة الانطلاق لتحليل رقمي شامل تقوده خوارزميات الذكاء الاصطناعي. من المكالمات إلى المنشورات، كل حركة تتحوّل إلى معلومة استخباراتية تُعيد تشكيل بنك الأهداف.
رمز الخبر : 7852

أفادت وکالة آنا الإخباریة، يقدّم هذا التقرير قراءة دقيقة وعميقة لما يُعرف بـ "استخبارات ما بعد الضربة"، والتي باتت تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي (AI) لتوسيع مفاعيل الغارة إلى ما هو أبعد من الانفجار المباشر. فالمشهد الجديد للحرب بات لا يكتفي بتحديد الأهداف بناء على معلومات استخباراتية تقليدية، بل صار يُنتج أهدافاً لاحقة من خلال مراقبة ردود الفعل البشرية على الغارة نفسها.

عيون لا تنام: كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في هذا السياق؟

1. تحويل التفاعل الإنساني إلى بيانات استخباراتية

كل سلوك اجتماعي بعد الغارة – مكالمة، منشور، صورة، تعليق – يُقرأ بوصفه بياناً استخبارياً. التكنولوجيا لم تعد تسأل فقط: من هو المقاتل؟ بل من يتصل به، من يرثيه، من يعلّق على منشوره، وما الكلمات التي يستخدمها؟

2. بناء شبكات علاقات اجتماعية رقمية

يُعاد بناء الخريطة الاجتماعية للمنطقة أو المجموعة المستهدفة من خلال أدوات تحليل الشبكات الاجتماعية (Social Network Analysis)، فيتم تحديد:

العُقد المركزية (central nodes): الأشخاص الأكثر تأثيراً أو اتصالاً.

المفاتيح الجسرية (bridging nodes): من يربط بين مجموعات مختلفة.

العلاقات الخفية: التي لم تظهر في التحليل التقليدي.

3. التحليل السلوكي والتنبؤ

الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بالرصد، بل يتعلم. كل حادثة تُغذّي النظام بنماذج سلوك جديدة، وتزيد من قدرته على التنبؤ بمن قد يصبح فاعلاً أمنياً أو اجتماعياً مستقبلاً.

أدوات التحليل الرئيسية:

معالجة اللغات الطبيعية (NLP): لفهم السياق والرموز المستخدمة.

تعلم الآلة (ML): لاكتشاف الأنماط وتوقّع السيناريوهات.

تحليل الشبكات الاجتماعية (SNA): لرسم خرائط العلاقات.

التحليل الزماني-المكاني: لتحديد التوقيت والمكان والارتباطات الدقيقة.

الأخطار الأخلاقية والإنسانية

هذا الاستخدام الموسّع للذكاء الاصطناعي يطرح قضايا وجودية:

هل بات التعبير عن الحزن أو التضامن جريمة؟

هل أصبح كل هاتف ذكي شاهداً رقمياً ضد صاحبه؟

هل تُستخدم منشورات الضحايا لإنتاج أهداف جديدة؟

قراءة استراتيجية

استخدام "إسرائيل" لهذه التكنولوجيا يعكس تحولاً استراتيجياً خطيراً: من الردع إلى التحكم الاجتماعي. لم تعد الحرب تقتصر على القضاء على "العدو"، بل صارت تستهدف إعادة هندسة البيئة الاجتماعية المحيطة به. وهذا يجعل كل تفاعل إنساني – عفوي أو متعمد – مادة لتحليل استخباري لاحق، مما يمدّ عمر الغارة إلى ما بعد لحظة تنفيذها.

إرسال تعليق