دراسة: طفرة جينية نادرة تتيح لبعض الأشخاص الاكتفاء بثلاث ساعات نوم فقط

أفادت وکالة آنا الإخباریة، وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، أن الطفرة في الجين المعروف بـSIK3 تمكّن حامليها من إتمام عمليات "إعادة شحن" الجسم خلال ساعات قليلة، ما يُعد إنجازاً فسيولوجياً فريداً.

وقالت الدكتورة إن-هوي فو، أستاذة علم الأعصاب والوراثة في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: "هؤلاء الأشخاص يمثلون نافذة ثمينة لفهم آلية النوم المثالي، إذ يتمكن جسمهم من تنفيذ عمليات حيوية – مثل التخلص من السموم وإصلاح الخلايا – خلال ساعات أقل، ولكن بكفاءة أعلى مما هو مألوف."

ويعود الاهتمام العلمي بهذه الظاهرة إلى أوائل القرن الحادي والعشرين، عندما تواصلت أم وابنتها، تنامان لساعات محدودة دون شعور بالإرهاق، مع فريق الدكتورة فو. ومن خلال تحليل جينومهما، تم اكتشاف طفرة في الجين DEC2، المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.

ومنذ ذلك الحين، تم توثيق مئات الحالات حول العالم تحمل طفرات وراثية تؤثر على أنماط النوم، مع تحديد خمس طفرات مختلفة في أربعة جينات ترتبط بهذه الظاهرة.

وفي الدراسة الأحدث، أظهر الباحثون أن الطفرة في الجين SIK3 تؤثر على نشاط إنزيم معين في نقاط الاتصال بين الخلايا العصبية. وعند اختبار الفئران المعدّلة وراثياً بهذه الطفرة، لوحظ انخفاض في حاجتها للنوم بنحو 31 دقيقة يومياً، ما يعزز فرضية أن هذه الطفرة تدعم توازن الدماغ (الاستتباب العصبي) وتقلل الحاجة للنوم العميق.

وتأمل الدكتورة فو وفريقها أن تؤدي الأبحاث المستمرة إلى فهم أعمق للآليات الجينية التي تنظم النوم، ما قد يسهم مستقبلاً في إيجاد حلول للمصابين باضطرابات النوم أو حتى تحسين جودة النوم لدى عامة الناس.