مستحضرات صيدلانية ايرانية مشعة للكشف عن الخلايا السرطانية

مستحضرات صيدلانية ايرانية مشعة للكشف عن الخلايا السرطانية

تمكن خبراء في إحدى الشركات المعرفية الإيرانية من إنتاج المادة الفعالة لعقار التشخيص الإشعاعي تيلمانوسيبت؛ وهو منتج مبتكر عالميا يمكنه اكتشاف الأنسجة السرطانية بعد تمييزها بالنظائر المشعة للتكنيسيوم.
رمز الخبر : 6544

في السياق، صرّح سید احمد شاهجراغ، المدير التنفيذي لشركة معرفية ايرانية في مجال الادوية، في حوار مع وكالة أنباء آنا: يتكون منتجنا من  العنصر النشط في عقار التشخيص الإشعاعي (تيلمانوسيبت)؛ وهو مادة صيدلانية إشعاعية فعالة لها القدرة على تصوير الجهاز اللمفاوي بعد وسمها بالنظائر المشعة للتكنيزيوم.

وأكمل: بدأ استخدام هذا المنتج لأول مرة في العالم منذ عام 2013، وتم احتكار إنتاجه من قبل شركة أمريكية حاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2013، والآن تم توطين هذا المنتج في إيران بالتعاون مع منظمة الطاقة الذرية ومقر تطوير تقنيات النانو والميكرو.

وتابع: من المشاكل في مجال السرطان أن الجراحين وأطباء الأورام يقومون بإزالة جزء مهم من الجهاز اللمفاوي مع الكتلة الرئيسية أثناء الجراحة لمنع حدوث ورم خبيث أو انتشار السرطان، وستكون لهذه المشكلة عواقب لا يمكن إصلاحها على الجسم، ونظرا لإنتاج هذا المنتج والمسح الذي يتم إجراؤه بشكل شامل للجهاز اللمفاوي بأكمله، فقد أصبح من الممكن للجراحين معرفة العقد الليمفاوية المتورطة في الأورام والخلايا السرطانية وإزالة تلك العقد بشكل انتقائي ودقيق.

وقال: الإبقاء على العقد اللمفاوية في جسم المريض ستساعد صحته ونوعية حياته بشكل أفضل، بناء على هذا الامر يمكننا القول أن هذا المنتج مبتكر بالكامل، حيث استغرق حوالي 6 آلاف ساعة عمل من البحث والتطوير للتوصل إليه، وهو أيضا في المرحلة السريرية ونتوقع أن يدخل السوق رسميا خلال العام ونصف العام المقبلين.

وبشأن أداء هذا العقار الطبي، قال: إن الحجم الجزيئي لهذا المنتج أقل من عشرة نانومترات وله القدرة على الحركة في الجهاز اللمفاوي، و سيتم تسليم هذا المنتج أولاً إلى منظمة الطاقة الذرية، وفي  المنظمة، يعمل الخبراء على تحويله الى مجموعات فنية، ثم، في مراكز الطب النووي، يتم وسمه بالنظائر المشعة التكنيتيوم -99 قبل دقائق قليلة من حقنه في جسم المريض.

وأضاف: بعد أن يتم وسم المنتج بالنظائر المشعة، يتم حقنه مباشرة (داخل الورم) أو تحت الجلد (في الجزء اللمفاوي) للمريض، ثم تبدأ هذه المادة الفعالة بالتحرك في الجهاز الليمفاوي وفي المناطق التي توجد بها مستقبلات للخلايا السرطانية يتم التعرف عليها في صور المسح، وأخيرًا، يمكن للجراحين تحديد العقد الليمفاوية التي طالتها الأورام والخلايا السرطانية وإزالتها بشكل انتقائي.

وأكد هذا الباحث: أن هذه المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية تتمتع بأعلى مستوى من التكنولوجيا في التشخيص والعلاج في العالم، وتكون كمية حقن هذه الأدوية للشخص على مقياس النانوجرام، أي أن كمية 50 ملغ التي تنتجها هذه الشركة في العام تكفي لجميع مرضى السرطان التي يتلقاها المريض، ولا يمكن أن تسبب آثارا جانبية كيميائيا.

وبحسب هذا الخبير، يحتوي هذا العقار أيضا على ركيزة من بوليمر السكر وهو قابل للتحلل تماما، ويمكن التخلص منه بسهولة من نظام الجسم. والنظائر المشعة التي تضاف إلى الدواء في عملية الطب النووي تخرج من جسم الشخص على شكل بول وبراز بعد ساعة.

وأكد في معرض اشارته الى فشل العقوبات في عرقلة مسار انتاج الادوية الهامة في البلاد، وقال: إن منظمة الطاقة الذرية مدرجة على قائمة العقوبات من قبل الكونجرس الأمريكي منذ نحو عشر سنوات، والسلع المتعلقة بهذه المنظمة والطب النووي محظورة تماما. كانت هذه المجموعة، بكل العلاقات التي كانت لدى المنظمة، تبحث عن قارورة من العينة القياسية لهذا المنتج لعدة سنوات، لكننا لم نتمكن حتى من الحصول على معيارها من تلك الشركة الأمريكية بسبب العقوبات، لكن بجهود فريق بحث وتطوير كامل يتكون من خبراء أكاديميين داخليين قمنا بإطلاق انتاج هذا العقار وقمنا بتحسين عملية انتاجه بالكامل من صفر إلى مائة، ونأمل أن يدخل السوق خلال أقل من عام ونصف باعتباره أحد المنتجات الأكثر استخدامًا في مجال الطب النووي.

إرسال تعليق