اكتشاف لوحات جدارية مدهشة تلقي الضوء على تاريخ مدينة بومبي قبل كارثة البركان
أفادت وکالة آنا الإخباریة، والمنزل الواقع في المنطقة المركزية من المدينة صغير الحجم للغاية مقارنة بالمنازل الأخرى. وعلاوة على ذلك، فهو يفتقر أيضا إلى وجود فناء مفتوح (يُسمى الأتريوم)، وهو مشهد شائع في العمارة الرومانية.
ويعتقد الخبراء أن هذا التغيير ربما حدث بسبب الاتجاهات المتغيرة في المجتمع الروماني، وخاصة مجتمع بومبي خلال القرن الأول الميلادي. وتم تدمير بعض منازل بومبي ودُفن الآلاف من السكان تحت طبقات من الرماد، عندما ثار بركان جبل فيزوف لأول مرة في عام 79 م.
وأدى اكتشاف لوحة جدارية محفوظة جيدا تصور أسطورة هيبوليتوس وفيدرا إلى تسمية الموقع مؤقتا باسم بيت فيدرا.
ويقوم علماء الآثار حاليا بالتحقيق في غرفتين تقعان في الجزء الخلفي من المنزل. وتُظهر الجدران المزخرفة بشكل رائع على طراز بومبي الغني مجموعة من الأساطير الكلاسيكية. ويصور أحد المشاهد عناقا حميما، أو ما يُعرف بـ"symplegma"، بين ساتير (في الأساطير هو ذكر من القوات المصاحبة لإله المراعي والصيد) وحورية.
ولوحة أخرى تُظهر زوجا إلهيا، يحتمل أن يكونا فينوس وأدونيس. والمشهد الأخير، الذي تعرّض جزئيا للتلف خلال عمليات التنقيب في عصر البوربون، يُحتمل أن يمثل "محكمة باريس" (أسطورة من الأساطير اليونانية تتعلق بباريس، أمير طروادة).
وتفتح نافذة بجوار اللوحة الصغيرة التي تصور هيبوليتوس وفيدرا على فناء صغير، حيث كانت أعمال البناء جارية وقت الانفجار، وتتميز عند المدخل بوجود مذبح منزلي صغير مزين بزخارف غنية بالألوان النباتية والحيوانية على خلفية بيضاء، وفقا لبيان صحفي.
وفي زخرفة المذبح، يبرز طائر جارح في الجزء العلوي، ربما نسر يحمل غصن نخيل بين مخالبه، وفي الجزء السفلي المشهد الرئيسي المكون من ثعبانين متقابلين، يؤطران مذبحا توضع عليه القرابين.
وكشف علماء الآثار أيضا عن مقتنيات طقسية داخل تجويف، تركت مع آخر عرض قبل ثوران عام 79 م الذي دمر بومبي، بينها مبخرة خزفية ومصباح، وكلاهما يحمل آثار حرق واضحة. وزعموا أن التحليلات المعملية وجدت بقايا أغصان نباتات كانت تستخدم لإنتاج روائح عطرية، وتم العثور على جزأين من تين مجفف خلف الجسمين.
وعلى سطح المذبح عثر أيضا على شريطين من الرخام الملون وعنصر ثالث، ربما من الرخام الأحمر، مع تصوير لوجه يُنسب إلى "عالم ديونيسوس" (إله الخمر والاحتفالات في الأساطير اليونانية) ومن المحتمل أن يكون هذا الوجه لشخصية سيلينوس، وهو مرافق لديونيسوس في الأساطير، وفقا للبيان الصحفي. وهذه الاكتشافات تشير إلى أهمية الدين والاحتفالات في الثقافة الرومانية القديمة.