إنتاج الأسمدة الكيماوية وفقا للظروف الجوية الإقليمية في إيران
ووفقاً لوكالة آنا لأخبار العلوم والتكنولوجيا، تعتبر إيران بلد زراعي بدرجة كبيرة، والنشاط الاقتصادي الرئيسي والعمالة في البلاد، وخاصة في القرى، هي الزراعة، ولهذا السبب فإن إنتاج الأسمدة له أهمية كبيرة للزراعة. على العموم، تعدّ الأسمدة مادة تضاف إلى التربة لتحسين نمو وأداء النباتات، وقد استخدمها المزارعون القدماء لأول مرّة لهذا الغرض.
مع مرور الزمن تطوّرت تكنولوجيا الأسمدة بشكل ملحوظ مع اكتشاف المتطلبات الكيميائية للنباتات النامية. تتكون الأسمدة الكيماوية الحديثة بشكل رئيسي من مركبات النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم مع العناصر الغذائية الثانوية. وقد أدى استخدام الأسمدة الكيماوية إلى تحسين نوعية وكمية الأغذية المتاحة بشكل كبير؛ على الرغم من أن استخدامها على المدى الطويل موضع نقاش من قبل خبراء البيئة.
ونجحت الوحدة التكنولوجية الموجودة في مركز نمو المراكز التقنية بجامعة آزاد الإسلامية فرع شيراز، ونظراً للاستخدام العاجل للأسمدة الكيماوية في البلاد، ، في إنتاج الأسمدة الكيماوية بتركيبة مختلفة حسب المناخ والنباتات وظروف التربة في كل منطقة من خلال إجراء أنشطة البحث وأخذ العينات. وفي هذا الصدد، ومن أجل إنتاج هذا الأسمدة، أجرينا محادثة مع "نورالدين كودرزيان" الخبير في كيمياء البوليمر ومدير ومؤسس شركة "رويش" المعرفية.
وفي بداية كلامه استعرض كودرزيان مجال عمل شركتهم التقنية، وقال: بعد إكمال دورة مدتها سنتان مع فرصة الدراسة في إيطاليا والتعاون البحثي والتعليمي مع شركة سبيكوم الشهيرة في إيطاليا، والتي تنتج الأسمدة الكيماوية بتقنيات متقدمة تماما، عدت إلى البلاد ونظرًا للحاجة الملحة للأسمدة الكيماوية بالداخل، ووجود سوق مناسب جدا للتصدير، وبالتعاون مع عدد من الأصدقاء الذين لديهم سوابق جيدة جدًا في مجالات الإنتاج والتجارة والتصدير والإدارة، قمنا بإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة الكيماوية في البلاد.
وعن النجاحات التي حقّقها أضاف: بدأت أنشطة البحث والنماذج الأولية لهذه الشركة في عام 2021، ونظرًا لامتلاكها التكنولوجيا والخبرة اللازمة، تم إعداد واختبار العينات المعملية بالتعاون مع العديد من المزارعين والبستانيين في المنطقة.
وقال: بعد الحصول على ترخيص من معهد المياه والري في ايران، بدأنا بإنتاج جميع أنواع الأسمدة المخلبية بما في ذلك جميع أنواع مخلبيات المغذيات الدقيقة، وأسمدة NPK، والأسمدة المتخصصة للحمضيات والرمان وأشجار النخيل والطماطم وأشجار الفاكهة الباردة والاستوائية والبرسيم والذرة، والقمح والشعير والمحاصيل الصيفية ومؤخرا من أجل الحد من استهلاك المبيدات الزراعية، الأمر الذي كان يسبب بضربة كبيرة لتصدير المنتجات الزراعية في السنوات الأخيرة، قامت هذه الشركة التكنولوجية، بالاعتماد على خبرات القوى المتعلمة والإقتداء بها من المنتجات الأكثر تقدما في العالم، عليه بدأنا في إنتاج الأسمدة والمبيدات الحشرية المتطورة والتي لا تضرّ بالمحاصيل بشكل كبير.
وقد أصبحت هذه الأنواع من المركبات شائعة في الآونة الأخيرة في أوروبا ومعظم الدول النامية، وبالإضافة إلى مكافحة الآفات الزراعية والحد من استخدام المبيدات الزراعية، فإنها تلعب دورا هاما في إعداد التربة ومنع تلوث المياه الجوفية، حيث تمّ تقديم العينات المنتجة بكميات كبيرة للمزارعين وكانت النتائج مرضية تماما، ووفقا للتحليلات التي تم إجراؤها والمنافسة الوثيقة للمنتجات ذات العلامات التجارية الأجنبية ذات السمعة الطيبة، يمكننا أن نجعل أسواق العديد من المناطق خالية من استهلاك المنتجات المستوردة للأسمدة.
وحول مجال النشاط ونوع المنتج الخاص بوحدة التكنولوجيا، تابع: مجال نشاط هذه الشركة هو إنتاج الأسمدة المخلبية الكيماوية وأسمدة NPK والأسمدة العضوية مع مزيج من المغذيات الدقيقة التي تحتاجها النباتات والأسمدة السامة، نظرا لوجود التكنولوجيا والأجهزة المحلية، فمن الممكن صنع أي نوع من الأسمدة الكيماوية مع أي نوع من التركيبات المناسبة للظروف المناخية والنباتات والتربة في المنطقة.
وأضاف عن الدعم الجامعي: جامعة آزاد الإسلامية أتاحت لهذه الشركة إمكانية استخدام معدات متطورة لتجميع وتحليل العينات وتوطين الأسمدة المختلفة حسب نوع التربة والطقس لمدن مختلفة في فارس في إطار توفير مقر المصنع في مركز النمو في المرحلة الأولى للجامعة، ومن ثم تطويرها مع مناطق أخرى من البلاد، بعدها سنكون قادرين على إعداد الأسمدة التي يمكن أن تنافس أفضل العينات المستوردة بحيث يمكن تصديرها إلى الدول المجاورة أيضاً.