بيان الترويكا الأوروبية.. خطوة كبيرة في الإتجاه الخطأ
أفادت وکالة آنا الإخباریة، اللافت في بيان الترويكا الاوروبية، انه جاء متخما بمجموعة من الاكاذيب، وهي اكاذيب فاضحة، ما كانت لتلجأ اليها دول تعتبر نفسها "كبرى"، لولا ذيليتها وتبعيتها العمياء لامريكا، وهي تبعية، بانت وانكشفت للعالم اجمع، على خلفية تبنيها السياسة الامريكية بحذافيرها، ازاء الحرب في اوكرانيا، دون الاخذ بنظر الاعتبار مصالحها، التي تتضارب مع مصالح امريكا، التي تعمل على مواصلة الحرب، بل وتوسيع نطاقها ايضا.
بيان الدول الاوروبية، برر عدم وفاء هذه الدول بالتزاماتها بحلول العام الثامن (2023) على خطة العمل الشاملة المشتركة، ومواصلتها العقوبات ضد إيران، بعد 18 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بـ"عدم امتثال طهران لالتزاماتها النووية"!!، دون الاشارة الى انسحاب امريكا من الاتفاق، والى منح ايران هذه الدول فرصة استمرت عاما كاملا، التزمت خلاله بجميع بنود الاتفاق، وهو ما اكده 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من اجل فسح المجال لهذه الدول لتعوض ايران ما خسرته جراء انسحاب امريكا من جانب واحد.
كما لم يذكر البيان، إن ايران، وبعد ان اعادت امريكا فرض عقوباتها الظالمة على الشعب الايراني، والتي تزامنت مع انسحاب الشركات الاوروبية من ايران، وهو انسحاب جاء متناغما مع السياسة الامريكية، اتخذت خطوات تعويضية، ولكن بشكل تدريجي ودون الانسحاب من الاتفاق النووي، ووفقا لحقوقها بموجب المادتين 26 و36 من الاتفاق النووي، وذلك من اجل دفع الاطراف الاخرى، ومنها الاوروبية، للالتزام بما تعهدت به في الاتفاق.
البيان الاوروبي لم يذكر ايضا، ان ايران ورغم انسحاب امريكا وعدم التزام اوروبا بتعهداتها، بقيت تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومازالت كاميرات الوكالة ترصد كل شاردة وواردة في المنشأت النووية الايرانية، ومازال مفتشوها يتنقلون في هذه المواقع دون اي موانع، رغم الاستغلال الواضح لامريكا للوكالة، التي كثيرا ما تحاول تسييس القضايا الفنية، عبر تقاريرها الدورية.
اي اتفاق هو عادة ما يكون بين اكثر من طرف، ولكن الشيء الغريب هو ان الدول الأوروبية، تتعامل مع الاتفاق النووي على انه اتفاق دولة واحدة مع نفسها، وهي ايران، فهذه الدول تتوقع ان تلتزم ايران وبشكل كامل بالاتفاق، بينما الاطراف الاخرى لا تلتزم به رغم وجود تواقيعها في ذيل الاتفاق.
ان ايران تمتلك كل الحق، في ان تتخذ اجراءات تحمي بها مصالح شعبها، وتساهم في رفع الحظر الظالم عنه، فمن غير الطبيعي ان تبقى ايران تلتزم بكل تفاصيل الاتفاق، بينما هناك طرف ينسحب، وآخر ينتهك، وثالث يتفرج، فإيران لديها خيارات عديده للتعامل، مع الدول الاوروبية، التي اتخذت خطوة كبيرة وكبيرة جدا في الاتجاه الخطأ.