العراق ضيف الشرف في معرض طهران الدولي للكتاب 2025
وفقا لوکالة آنا الإخباریة، أشار الراضي إلى أن "الكتاب يمثل جسراً متيناً بين الجذور التاريخية والثقافية المشتركة للشعبين الإيراني والعراقي"، مؤكداً أن هناك تشابهاً كبيراً بينهما في الجوانب الدينية والمذهبية والثقافية. وأضاف أن المشاركة العراقية المتواصلة في المعرض تسهم في تعزيز هذه القواسم المشتركة وتقوية العلاقات بين البلدين.
وأوضح الراضي أن الحضور الإيراني للجناح العراقي كان لافتاً هذا العام، وأن الزوار أبدوا إعجابهم بالتنوع والغنى في الإصدارات المعروضة، والتي شملت مواضيع متعددة من أدب الأطفال إلى الفلسفة والتاريخ والروايات والعلوم الإنسانية، وهو ما ساهم في إثارة اهتمام الزوار من مختلف الأعمار.
وتأتي هذه المشاركة العراقية في إطار تكريم العراق كـ"ضيف شرف" للمعرض هذا العام، ما أتاح له تخصيص جناحين: الأول تحت إشراف اتحاد الناشرين العراقيين، والثاني تابع لوزارة الثقافة والسياحة والآثار. واعتبر الراضي أن هذا التمثيل المزدوج "يعكس صورة شاملة عن المشهد الثقافي العراقي ويبرز التفاعل المتوازن بين القطاعين العام والخاص".
وأكد أن الثقافة والسياحة يجب أن تُعتمدا كقنوات محورية في تعزيز العلاقات بين البلدين، لما لها من أبعاد تتجاوز الدين والسياسة، وتمتد إلى فضاءات الأدب والحضارة والتاريخ.
وختم الراضي حديثه بالإشارة إلى العمق التاريخي للحضارة العراقية قائلاً: "حضارتنا تمتد لأكثر من 6 آلاف عام. من بلاد الرافدين انطلقت أول كتابة بشرية، وهي الكتابة المسمارية، ومنها تأسست أول مدرسة في العالم – المدرسة المستنصرية – كما ظهرت أول مطبعة للكتب في بيت الحكمة ببغداد".
وأضاف أن الحضارتين الإيرانية والعراقية "تتكاملان ككفتي الميزان"، مشيراً إلى أنه مهما قيل عن إرث البلدين الثقافي، فإن هناك الكثير مما لم يُكشف بعد.
يُذكر أن فعاليات معرض طهران الدولي للكتاب، في نسخته الـ36، انطلقت يوم 7 مايو/أيار الجاري وتستمر حتى 17 من الشهر نفسه في مصلى الإمام الخميني (رض) بطهران، تحت شعار "لنقرأ من أجل إيران"، بمشاركة أكثر من 2300 ناشر، من بينهم 1620 ناشراً في القسم الحضوري. وتُقام هذه الدورة على مساحة تتجاوز 75 ألف متر مربع، وتشمل أيضاً قسماً مخصصاً للأطفال والناشئة يضم أكثر من 31 ألف عنوان كتاب.