باحثون يبتكرون مادة تنقل الكهرباء بكفاءة غير مسبوقة

أفادت وکالة آنا الإخباریة، ووفق بيان رسمي صادر عن جامعة ميامي، فإن الجزيء المُبتكر يُعد الأكثر قدرة حتى الآن على نقل التيار الكهربائي بكفاءة عالية ودون فقدان يُذكر للطاقة، ما يجعله بديلاً محتملاً لمواد مثل السيليكون والمعادن التي تُعد عناصر أساسية في تصنيع الرقائق التقليدية.
ويتكون الجزيء من عناصر طبيعية مثل الكربون والكبريت والنيتروجين، ويتميّز بثباته الكيميائي وقدرته على العمل بكفاءة في ظروف التشغيل اليومية، وهو ما يجعله مناسباً للاندماج مع المكوّنات النانوية داخل الشرائح الإلكترونية.
وفي هذا السياق، أوضح الفيزيائي كون وانغ، قائد الفريق البحثي، أن الجزيء يُعد أول دليل علمي على إمكانية انتقال الإلكترونات عبر جزيئات عضوية لمسافات تمتد لعشرات النانومترات دون فقدان للطاقة. وعبّر عن ذلك بالقول: "الإلكترونات تتحرك داخل الجزيء كما تتحرك رصاصة دون أي مقاومة تُذكر".
من جهته، أشار مهرداد شيري، الباحث المشارك وطالب الدراسات العليا، إلى أن هذا الابتكار يمثّل "قفزة عملية كبيرة"، نظراً لإمكانية تصنيعه في المختبر بكلفة منخفضة، ما يعزز فرص استخدامه في تطبيقات إلكترونية واسعة النطاق.
ويتميّز هذا الجزيء عن غيره من المركبات العضوية بأن موصليته الكهربائية لا تتأثر بطول الجزيء، ما يجعله مرشحاً مثالياً لتطوير أجهزة الحوسبة المتقدمة، لاسيما في مجالات تخزين البيانات ونقلها ومعالجتها بكفاءة غير مسبوقة.
وأشار وانغ إلى أن الخصائص الاستثنائية لهذا الجزيء تعود إلى تفاعل دقيق في دوران الإلكترونات على طرفيه، موضحاً أن هذا المفهوم قد يمهّد الطريق نحو استخدامه مستقبلاً في بناء وحدات البتّ الكمومية، وهي أساس الحوسبة الكمومية الحديثة