الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء شهادات الحرب العالمية الثانية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، كان ميياتا تاكاشي في الخامسة من عمره فقط عندما ألقيت قنبلة ذرية أميركية على مدينته ناغازاكي، لكنّ الذكريات الحيّة للانفجار والأهوال التي أعقبته ظلت عالقة في ذهنه طوال حياته.
يقول الرجل البالغ من العمر 84 عاماً الآن "كان الأمر أشبه بالبرق. كيف يمكنني وصفه؟ مثل الدخان الأبيض؟ وفجأة... كوميض". ومن بين أقوى ذكريات ميياتا وأكثرها وضوحاً تلك التي عايشها عندما جاءت ممرّضة إلى منزله تطلب المساعدة.
يقول ميياتا "لقد خرجت إحدى عينيها من محجرها، عينها اليسرى. لقد فوجئت أنه يمكن للعين البشرية أن تختبر ذلك. كانت مقلة عينها تتدلّى. قدّمت لها والدتي الماء، وبمجرّد أن شربته انهارت وماتت في الحال".
ميياتا هو أحد الأشخاص القلائل المتبقّين الذين يستطيعون سرد أهوال ذلك اليوم من خلال تجاربهم الشخصية. والواقع أنّ فرصة سماع مثل هذه الشهادة الحقيقية تتلاشى بسرعة.
لكنّ شركة برمجيّات في محافظة شيزوؤكا تعمل على طريقة لمحاكاة المحادثة، مع استجابات ذكاء اصطناعي مستمدّة من تسجيلات مصوّرة لناجين حقيقيّين من الحرب.
محادثة مع الذكاء الاصطناعي
بدأت الشركة بتسجيل امرأة عايشت غارة جوية في محافظة شيزوؤكا. ويمكن الآن لزوّار معرض قريب من المقرّ الرئيسي للشركة إجراء محادثة مع نموذج ذكاء اصطناعي مماثل للمرأة حول ذكريات مثل رؤية طائرة B-29 تُسقط قنبلة.
يعتقد ميياتا أنّ التكنولوجيا قادرة على توفير فهم أكثر وضوحاً لما حدث مقارنة بالمقابلة المسجّلة، قائلاً إنّ المحاضرات "تكون من جانب واحد".
يقول آبيه ياسوهيسا، مدير الشركة التي تقف وراء المشروع "نحن بحاجة إلى استخدام هذه التكنولوجيا القادرة على التقاط الشكل والمشاعر الحقيقية للأشخاص لنقل تاريخ الحرب وتجارب الناجين من القنبلة الذرية".
تخطّط شركته لتسجيل شهادات 50 ناجياً آخرين من الغارات الجوية والقصف الذري بحلول العام المقبل حتى يتمكّن أولئك الذين لديهم أسئلة حول ما حدث من الحصول على إجابات دائماً.