على رغم العقوبات الأميركية.. اتفاقية استراتيجية بين إيران والهند لتشغيل ميناء تشابهار
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وقّعت إيران والهند، اتفاقيةً لعقد استثمار طويل الأمد من أجل تطوير محطّات الحاويات والبضائع في ميناء تشابهار (جنوبي شرقي إيران) وتجهيزها وتشغيلها، من طرف شركة "IPGL" الهندية.
وفي وقتٍ سابق، توقّع وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام جيشانكار، أن تصل بلاده إلى "ترتيبٍ طويل الأمد" مع إيران بشأن إدارة ميناء تشابهار (جنوبي شرقي إيران)، وفق وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
جاء ذلك في وقتٍ توجّه وزير الموانئ والشحن والممرات المائية الهندي، سارباناندا سونوال، إلى إيران. ووصف سونوال ميناء تشابهار الإيراني بأنّه ذو قيمة استراتيجية من حيث حركة العبور، مضيفاً أنّه يمكن لهذا الميناء أن يكون مثمراً على صعيد علاقات الهند بأفغانستان والدول التي لها عضوية في رابطة الدول المستقلة.
وخلال مراسم التوقيع على عقدٍ بشأن "تجهيز محطّات الحاويات والبضائع العامة وتشغيلها" في مرفأ الشهيد البهشتي في ميناء تشابهار، لفت سونوال إلى أنّ الهند سوف تبذل قصارى جهدها لتطوير ميناء تشابهار قدر الإمكان، وستحاول تسهيل طريق التجارة في هذا الميناء، مضيفاً: "نحن نخطط تحويلَ ميناء تشابهار إلى أحد المراكز الرئيسة للنقل والعبور".
من جانبٍ آخر، قال وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني، مهرداد بذرباش، خلال مراسم إطلاق "شركة شحن مشتركة" إيرانية هندية، إنّ جزءاً من مشروع تطوير حركة العبور بنسبة 58% في إيران سببه تطوير التعاون بين إيران ودول المنطقة.
وأضاف بذرباش: "لدينا ثقة كاملة بالهند، وراضون عن الاتفاقية الموقعة، إذ تُعَدّ الهند واحداً من أكبر الاقتصادات في العالم، وتطوير العلاقات بالهند موجود في جدول أعمال الحكومة الإيرانية".
قرض هندي بقيمة 250 مليون دولار
بدورها، كشفت السفارة الهندية في إيران، عبر تغريدةٍ لها، في منصة "أكس"، أنّ "الهند ستُقدّم أيضاً قرضاً بقيمة 250 مليون دولار من أجل تطوير محطّة في الميناء".
وتحلّ الاتفاقية، التي تصل مدتها إلى 10 أعوام، محل الاتفاقية الأولية لعام 2016، والتي كان يتمّ تجديدها سنوياً، وركّزت على عمليات الهند في محطة "الشهيد بهشتي" داخل ميناء تشابهار.
وستستثمر شركة "إنديا بورتس غلوبال ليميتد" 370 مليون دولار في "توفير المعدات الاستراتيجية" و"تطوير البنى التحتية للنقل في الميناء".
العقوبات أبطأت تطوير ميناء تشابهار
وتُطوّر الهند جزءاً من ميناء تشابهار المُطل على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران على خليج عمان، كوسيلةٍ لنقل السلع إلى إيران وأفغانستان وبلدان وسط آسيا التي تتجنب ميناءي كراتشي وجوادر في باكستان.
يُشار إلى أنّ العقوبات الأميركية على إيران أبطأت تطوير ميناء تشابهار. وأيضاً، قال جيشانكار للصحافيين في مومباي الهندية إنّه "عندما نصل مع إيران إلى ترتيبٍ طويل الأمد، سيُمهّد ذلك الطريق أمام ضخّ استثماراتٍ أكبر في الميناء".
بدوره، أشار مصدرٌ هندي إلى أنّ من المتوقع أن يشهد وزير الموانئ والشحن والممرات المائية الهندي توقيع "عقدٍ مُهم" يشمل تأجير الميناء للهند لفترةٍ طويلة.
وذكرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية، في وقتٍ سابق من اليوم، نقلاً عن مصادر لم تذكرها بالاسم، أنّ من المرجّح أن تصل مدّة العقد إلى عشرة أعوام، وأن يَمنح الهند السيطرة الإدارية على جزءٍ من الميناء.