من المستشفيات المتنقلة إلى طائرات الإنقاذ المسيّرة؛ ابتكارات إيرانية تُعنى بصحة زوار الأربعين
10 December 2025 | 10:33
  • من المستشفيات المتنقلة إلى طائرات الإنقاذ المسيّرة؛ ابتكارات إيرانية تُعنى بصحة زوار الأربعين

    على امتداد مسار طريق النجف-كربلاء، الذي يضمّ مليون زائر، تُقدّم مجموعة من التقنيات الصحية الحديثة، من العيادات والمستشفيات المتنقلة وسيارات الإسعاف الذكية إلى طائرات الإنقاذ المسيّرة وأنظمة السجلات الصحية الرقمية، الدعم لحجاج الأربعين، وتُوفّر لهم الخدمات الطبية بسرعة ودقة أكبر.
    رمز الخبر : 8373

    ووفقا لوكالة أنباء آنا، بالتزامن مع حلول الأربعين الحسيني، يواصل ملايين الزوار المضي قدما من جميع أنحاء العالم كل عام على درب كربلاء الطويل والحافل بالشغف سيرًا على الأقدام؛ وهي حركة هائلة لا تُجسّد فقط إيمان المسلمين وتضامنهم، بل أصبحت في السنوات الأخيرة أيضًا منصةً لتطبيق التقنيات الحديثة.

    من أنظمة توجيه الحجاج الذكية وتطبيقات التوجيه إلى طائرات المراقبة المسيّرة، وأنظمة الرعاية الصحية المتنقلة، والبنية التحتية المتطورة للاتصالات، تلعب التقنيات دورًا حاسمًا في تسهيل هذا التجمع الضخم وضمان سلامته وإدارته. هذه الابتكارات، مع الحفاظ على الروح الروحية للمراسم، تُوفر تجربة مختلفة وأكثر أمانًا للحجاج.

    ومن أهم هذه الإجراءات نشر مستشفيات وعيادات متنقلة إيرانية في نقاط مختلفة على طول الطريق. هذه المراكز مُجهزة بأقسام طوارئ وغرف إنعاش ومعدات جراحية خفيفة. كما تُتيح سيارات الإسعاف الذكية المزودة بأنظمة تحديد المواقع في الوقت الفعلي التواصل المباشر مع المراكز الطبية ونقل المرضى بسرعة.

    ومن الإنجازات الأخرى المُستخدمة في حج الأربعين، والتي تعتمد على المعرفة، ما يلي:

    *تقنيات النقل والتوجيه

    تطبيقات توجيه الحجاج مع إمكانية عرض مسارات أكثر أمانًا وأقصر وأكثر خدمة: يُمكن لتطبيق التوجيه، الذي يتميز بميزات مُتنوعة مثل عرض حركة المرور مباشرةً، والطرق البديلة، وتحذيرات السرعة وكاميرات السرعة، والطرق المُناسبة لمختلف المركبات، بالإضافة إلى توجيهات المشي وركوب الدراجات، أن يكون مفيدًا جدًا للحجاج.

    *تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات

    شبكات الاتصالات المتنقلة ومكبرات الهوائيات على الطريق: شبكات الاتصالات المتنقلة هي مجموعة من التقنيات والبنى التحتية التي تُمكّن من الاتصالات اللاسلكية والتنقل بين مستخدمي الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى المتصلة بالشبكة. تستخدم هذه الشبكات موجات الراديو لنقل المعلومات بين الأجهزة ومحطات القاعدة.

    بالونات الاتصالات: نظام بالونات الاتصالات الذي قدّم الخدمات للحجاج على حدود مهران خلال الأربعين هذا العام قادر على حمل شحنات الاتصالات وشحنات المراقبة (التصوير). هذا البالون قادر على نشر شحنات الاتصالات حتى ارتفاع 100 متر، حسب التراخيص المُحصلة؛ كما يتكون النظام من أربعة مكونات رئيسية: الغلاف، ومنصة الطيران، وشحنة الاتصالات أو شحنة المراقبة، والمنصة البيولوجية التي تضم استراحة وغرفة تحكم.

    يتميز غلاف هذا النظام بجدران مزدوجة، ويتمتع بالقدرة على تخزين غاز الهيليوم للطيران في الجو. صُممت منصة طيرانه، المُثبتة على أرضية متحركة، بحيث يُمكن نقلها بمقطورة، وعند الحاجة، يُمكن نقلها إلى مناطق الكوارث كالفيضانات والزلازل وغيرها.

    كما تتمتع حمولة الاتصالات فيه بالقدرة على توفير خدمة LTE-4G، وفي حالة وقوع حادث وانقطاع الاتصال، تُرسل ترددًا لاسلكيًا من مسافة حوالي 30 كيلومترًا من موقع الحادث إلى أسفل المنصة عبر بنية تحتية للألياف الضوئية. عند استقبال هذا التردد، يُمكن لهذه الحمولة إرساله إلى المستخدمين ضمن دائرة نصف قطرها 20 كيلومترًا من السطح وعلى ارتفاع 300 كيلومتر عبر شبكة Wi-Fi.

    كاميرات المراقبة التلفزيونية المغلقة وطائرات المراقبة المسيرة لمراقبة المسارات والسيطرة على الحشود: صُمم نظام "مراقبة الطرق" كأداة اتصال مباشر بين الجمهور والهيئات التنظيمية، بهدف تلقي ومعالجة البلاغات العامة المتعلقة بجميع وسائل النقل في الأربعين فورًا. يتيح هذا النظام، المتاح للجمهور كذراع ذكي على تطبيق "نعم"، للحجاج تسجيل أي مشاكل أو مخالفات أو اقتراحات في مختلف مجالات النقل البري والسكك الحديدية والجوي، والحصول على رد مناسب في أسرع وقت ممكن.

    الهدف الرئيسي من إطلاق هذا النظام هو الاستفادة من قدرة المراقبة العامة وتسريع عملية تحديد وحل المشاكل المحتملة على مسارات الحجاج. يمكن للمواطنين المساهمة بشكل كبير في تحسين جودة الخدمات وزيادة سلامة السفر من خلال إرسال تقاريرهم.

    مراقبة الصحة ومراقبة الدخول والخروج عبر الحدود باستخدام التقنيات البيومترية: تشير القياسات الحيوية إلى قياس البيانات البيولوجية وتحليلها إحصائيًا. في مجال تكنولوجيا المعلومات، تشير القياسات الحيوية إلى التقنيات المستخدمة للتحقق من هوية الأفراد من خلال خصائصهم البيولوجية، مثل بصمات الأصابع والوجوه وقزحية العين، أو من خلال سلوكياتهم، مثل الصوت والمشي والتوقيع، وغيرها. تُؤكد الأنظمة الحيوية هوية الأفراد أو تُحددها من خلال تسجيل هذه الخصائص وتحليلها.

    تُستخدم هذه التقنية في مجالات مُختلفة، مثل الأمن والخدمات المصرفية ومراقبة الدخول والطب. وتهدف القياسات الحيوية إلى إنشاء نظام آمن وموثوق لتحديد هوية الأفراد دون الحاجة إلى كلمات مرور أو بطاقات هوية.

    *تقنيات الصحة

    *سلة المهملات الذكية

    أطلقت شركة تقنية سلة مهملات ذكية، باستخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. تُتيح هذه السلة الذكية عزل النفايات البلدية والصناعية والصحية والطبية، ومن خلال الاتصال بالهواتف المحمولة، تُنبه المستخدم بحالة سلة المهملات، مثل وجود مساحة فارغة فيها أو تعرضها للسرقة.

    تفتح هذه الحاوية دون لمس اليدين، وذلك بوضع اليد فوق الباب، وتتميز بقدرتها على ضغط النفايات لتحقيق الاستخدام الأمثل لحجمها، وإمكانية تغيير الإعدادات بواسطة أمين الصندوق باستخدام بطاقة ذكية، وإرسال المعلومات فورًا إلى هاتف ذكي باستخدام جهاز الإرسال الدقيق لسلة المهملات، ونظام لإبلاغه بحجم حاوية الحاوية.

    *جهاز استقبال النفايات الجافة

    قدمت إحدى الشركات القائمة على المعرفة جهازها الخاص لاستقبال النفايات الجافة لإدارة النفايات. يتميز هذا الجهاز بقدرته على الكشف عن مواد البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) والألومنيوم وتحديدها، واستقبال الورق، كما يتميز بقدرته على تقليل حجم النفايات وضغطها، وإصدار إيصال للمستخدم. ومن مزايا هذا المنتج أيضًا انخفاض تكلفته.

    التحلل البيولوجي لقوارير المياه

    نظرًا لكثرة قوارير المياه على طريق الأربعين، طرحت شركة قائمة على المعرفة نظامها الخاص لجمع النفايات الجافة، والذي يستقبل تلقائيًا جميع أنواع النفايات الجافة، مثل زجاجات المياه المعدنية والمشروبات الغازية وعلب الألمنيوم. وبعد فحص مظهر النفايات ورمزها الشريطي ووزنها ونوعها، يتم قبول أو رفض المنتج المطلوب.

    في حال قبول النفايات بعد تقليص حجمها بواسطة المكبس، يتم توجيه المنتج المطلوب إلى الخزان المخصص عبر صمام فصل، وفي حال عدم قبولها، يتم إخراجها من الخزان. وفي نهاية العملية، تُمنح نقاط إعادة الشحن للمواطنين.

    *التحلل البيولوجي للعبوات أحادية الاستخدام

    جهاز جمع النفايات الجافة هو جهاز آلي لاستقبال وجمع النفايات الجافة من عبوات المشروبات المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) والألمنيوم. صُمم هذا الجهاز بحيث لا يتطلب تشغيلًا يدويًا، ويمكن لجميع المواطنين استخدامه بسهولة.

    يحتوي هذا الجهاز على مدخل على شكل ناقل، وعند وضع زجاجة مشروب عليه، يقيس أبعاد الحاوية باستخدام نظام رؤية آلي متطور ويقارنها بقاعدة بيانات. كما رُكّب مستشعر وزن أسفل هذا الناقل، مما يمنع وضع الحاويات غير الفارغة.

    أثناء عملية الضغط، يُقلل حجم الحاويات بنسبة 80% على الأقل، ويضغط الجهاز تلقائيًا ويجمع نفايات حاويات المشروبات والطعام بشكل منفصل، ويسلم النفايات المنفصلة والصغيرة الحجم دون رشح.

    *تحويل النفايات الرطبة إلى سماد صناعي

    اقترحت شركة قائمة على المعرفة نظامًا لإنتاج سماد صناعي من النفايات الرطبة على نطاق صغير لإدارة النفايات خلال مراسم الأربعين. يستخدم هذا النظام أحدث التقنيات في مجال الرشح وتنقية الهواء، بالإضافة إلى تقليل الحجم الكبير للنفايات الرطبة الواردة، وتحويلها إلى منتج ذي خاصيتين مهمتين.

    يُنتج هذا النظام من النفايات الرطبة سمادًا صناعيًا مُثبّتًا وسمادًا مُسبقًا. تم تصميم هذا النظام بطريقة يتم من خلالها تنقية وتحييد كل الهواء المتسرب والعادم من النظام، وتحويله إلى مخرجات صديقة للبيئة.

    تُشكّل الحرارة تحديًا آخر لحجاج كربلاء، وفي هذا الصدد، يُقدّم خبراء التكنولوجيا في البلاد هذه المنتجات التكنولوجية:

    *روبوت طائر يُبرّد الهواء

    أطلقت شركة معرفية من خراسان رضوي روبوتًا طائرًا يُدعى "بهباك"، يتميز بقدرته على تبريد ورشّ الماء خلال مراسم الأربعين.

    كما يُمكن استخدام هذه الطائرة المُسيّرة لغسل واجهات المباني الشاهقة باستخدام الماء والمواد النانوية، وتُمكنها من غسل أنواع مُختلفة من الأسطح الزجاجية والحجرية والمُركّبة بطاقة كهربائية مُستمرة من الأرض في وقت قصير وبجودة عالية جدًا.

    كما يُمكن استخدام هذه الطائرة المُسيّرة في تطبيقات مكافحة الحرائق في المباني الشاهقة، ونقل الأحمال الثقيلة، والرش الزراعي، والمراقبة، وإنقاذ الجبال، وإذابة الجليد عن العوازل الكهربائية عالية الجهد، إذا كانت تعمل بالبطارية.

    *طائرة مُسيّرة سداسية الأرجل

    عرض مهندسون من شركة تقنية طائرتهم المُسيّرة سداسية الأرجل. تتميز هذه الطائرة المسيرة بإمكانية استخدامها لتبريد ورش الماء خلال الأربعين.

    كما يُعد استخدام الطائرات المسيرة في الرش الجوي بديلاً مناسبًا لطرق الرش التقليدية. تُستخدم هذه الطريقة في مجموعة واسعة من الحقول والحدائق. وبفضل تدفق الهواء أسفل الطائرة المسيرة، تتحرك أغصان الأشجار وأوراقها، مما يُسهم في وصول السم إلى أجزاء مختلفة من النبات، مما يزيد من فعاليته. وقد اقترحت شركات التكنولوجيا استخدام تقنية الرش الجوي باستخدام الدوارات المتعددة كحل عملي؛ إذ تُقلل هذه الأداة من الآثار البيئية والبشرية ووقت الرش.

    *صانعة ثلج في الموقع

    وضعت شركة تكنولوجية إنتاج آلات صنع الثلج المكعب والرقائقي والمسحوق بسعات مختلفة على جدول أعمالها، وقد استفادت العديد من الوزارات والهيئات العسكرية ومراكز الأبحاث والمكاتب والمصانع والفنادق والمستشفيات والجامعات من مزايا هذه الشركة.

    *جهاز كشف الأوردة المحمول

    طرحت شركة تكنولوجية جهاز كشف أوردة محمولاً، يُمكن استخدامه بسهولة للعثور على الوريد المناسب للحقن وإجراء الحقن أو أخذ العينات. يُستخدم هذا الجهاز في جميع المراكز الطبية والمستشفيات والمختبرات، وهو فعال للغاية للرضع والأطفال والأشخاص الذين يصعب العثور على أوردتهم.

    هذا الجهاز قابل لإعادة الشحن وسهل الحمل والاستخدام. ضوء هذا الجهاز غير ضار بالجلد ولا يسبب الحساسية.

    *مجموعة الإنعاش التنفسي

    تتضمن مجموعة الإنعاش جهاز إنعاش رئوي هوائي ومنظم غاز عالي الضغط، وهو إنجاز آخر قائم على التكنولوجيا لشركة قائمة على المعرفة.

    جهاز الإنعاش الرئوي الهوائي EasyVent هو جهاز إنعاش طوارئ محمول يُستخدم قبل دخول المستشفى، ويستخدم طاقة الأكسجين المضغوط دون الحاجة إلى الكهرباء والبطاريات لتشغيل جهاز تنفس الأكسجين ذي الضغط الإيجابي. ولأن الجهاز لا يستخدم الكهرباء والبطاريات، فلا يمكن توصيله وإحداث شرارة فيه.

    لذلك، يُمكن استخدام هذا المنتج في المناطق المعرضة للغازات المتفجرة مثل الأكسجين، وفي البيئات المعقمة لجميع المرضى الذين يعانون من ضعف التنفس التلقائي، ومرضى الصدمات، والمرضى الذين يعانون من انخفاض تركيز الأكسجين في الدم، وفي سيارات الإسعاف لعمليات التهوية الميكانيكية أو الإنعاش القلبي الرئوي، وفي المراكز الطبية لعمليات التهوية قصيرة المدى أو نقل المرضى بين أجنحة المستشفيات.

    *جهاز التنفس الصناعي المحمول

    جهاز الإنعاش الرئوي الهوائي هو جهاز تنفس صناعي وجهاز إنعاش طوارئ محمول يُستخدم قبل دخول المستشفى، ويستخدم طاقة الأكسجين المضغوط دون الحاجة إلى كهرباء أو بطاريات لإجراء تهوية ضغط الأكسجين الإيجابي.

    يُستخدم هذا الجهاز في سيارات الإسعاف لتهوية وإنعاش المرضى في البيئات الملوثة والسامة، وفي بيئات المستشفيات لعمليات التهوية قصيرة المدى أو نقل المرضى.

    إرسال تعليق