علماء ايرانيون يصنّعون جهازاً لتخزين الطاقة
ووفقا لوكالة أنباء "آنا"، تمكّن فريق من الباحثين الإيرانيين من جامعة شريف الصناعية الإيرانية، لأول مرّة في الشرق الأوسط من إبتكار وتصنيع جهاز يزيد من الطاقة الإنتاجية لتوربينات الغاز في ظروف ذروة الاستهلاك باستخدام نظام تخزين الطاقة على شكل جليد.
عن تفاصيل هذا الإختراع الجديد الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، أشار "علي بهروزیفر" الرئيس التنفيذي لإحدى شركات التكنولوجيا الإيرانية، الى أن هذا الإختراع يوفر الطاقة الحرارية في المرحلة الجليدية ويبرد الهواء الداخل، وقال: رغم تموضع هذا الجهاز في التوربينات الغازية، إلا أن الطاقة الكهربائية تستخدم لإنتاج الثلج أثناء انخفاض ساعات الطلب.
من ثم يذوب الجليد الناتج تدريجيا خلال ساعات الذروة ويبرد الهواء الداخل إلى التوربينات الغازية من خلال مبادل حراري؛ وهو ما يُفضي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للتوربينات الغازية بنسبة 15٪ كحدّ أدنى.
وتابع مدير الشركة التكنولوجية: يُستخدم هذا النوع من الآليات في جميع أنحاء العالم لتكثيف الطاقة الإنتاجية للتوربينات الغازية، إلاّ أن هذه التقنية لم تكن في البلاد حتى الآن. علاوة على ذلك، وبالتزامن مع الإتجاه نحو تحقيق سعر الطاقة وكذلك زيادة الطلب، لاسيما في مجال الصناعات، فإن استخدام هذا النظام له الحاجة الضرورية وقد يصبح حتميا في المستقبل القريب، خصوصاً، أن محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز والدورة المركبة في الجمهورية الاسالمية تحوز على أكثر من 64٪ من إنتاج الطاقة الكهربائية وهذه الحصة آخذة في الازدياد في البلاد.
وأضاف موضحاً: من المتوقّع أن يُفضي استخدام هذا النظام خلال ساعات الذروة إلى زيادة سعة وحدات الغاز بنسبة 15٪ كحدّ أدنى، وهو أمر واعد.
ولفت بهروزیفر إلى أن الخاصية الأبرز والأهم في هذا الجهاز هي عدم إحتياجة للماء، وهو ذو أهمية مضاعفة في حالة نقص المياه الحالية في البلاد، علاوة على ذلك، لدى هذا النظام القدرة على العمل وكفاءة عالية في المناطق الحارة والرطبة كما في جنوب ايران حيث الحرارة مرتفعة، كما يتم العمل الآن على قدم وساق لتطوير هذا البرنامج؛ في حين أن الأنظمة المماثلة، بالإضافة إلى الحاجة إلى المياه، تعمل بشكل صعب في المناخ الحار ولها كفاءة محدودة وتأثير ضئيل، يمكن استخدام هذا النظام في جميع محطات زيادة ضغط الغاز وحقول النفط لزيادة قدرة النقل والشحن في المحطات.
وأكمل مدير الشركة الإيرانية: إذا أخذنا الأبعاد الكبيرة لخزان الثلج في النظام الرئيسي بعين الإعتبار، سيكون من الضروري وجود نظام دقيق لمراقبة الوضع بشكل مستمر في هذا النظام أو الجهاز، إذ يعدّ هذا الأمر من الأمور المعقّدة والشائكة الرئيسية لهذا النظام، والتي لم تكن تتوفر لها عينة أو نموذجاً في البلاد، ولكن على العموم، تم تصميم هذا النظام لأول مرة في البلاد من قبل فريق علمائنا، كما تم بناء نموذج القياس الخاص به، حيث يتكون أعضاء شركتنا من متخصصين في الميكانيكا، والعمليات، والكهرباء، والإلكترونيات، وأدوات التحكم والدقة، والذين أجروا دراسات إستطاعة، وتصميم وتطوير المفاهيم والنظام، لاسيما الوحدة المبتكرة لمراقبة حالة الجليد في خزان هذا الجهاز.
وأوضح: من خلال هذا المسار، قمنا بإعتماد جميع أنواع المحاكاة الحاسوبية والبرامج المتخصصة وتطوير رموز محددة لهذا الجهاز الواعد، حيث تم تصنيع هذا النظام بحيث يتم التحكم في إنتاج الثلج بشكل كامل ويتم ذوبانه بالمعدل المطلوب خلال ساعة الذروة لاستهلاك الكهرباء لتحقيق توليد طاقة مستقر، لهذا الغرض، سيتم وضع شبكة من المستشعرات الى جانب برنامج التحكم المبتكر الذي طوره أعضاء فريقنا في أماكن معينة من الخزان لإنتاج الجليد من بداية بلورات الثلج الأولى حتى الوصول إلى مرحلة الجليد الكامل مع العمل على حفظ الظروف الآمنة وعدم إتلاف معدات وقطع إنتاج الثلج.
وأكمل الرئيس التنفيذي لهذه الشركة بشأن تفاصيل وأهمية هذا الجهاز: إذا أخذنا بعين الإعتبار حساسية استخدام هذا النظام في محطات توليد الطاقة، فلا بد لنا أن نقول بأنه يتطلب موثوقية عالية؛ كلاهما لسبب عدم انقطاع التيار الكهربائي خلال ظروف الذروة وأيضا بسبب عدم تعرض محطة الطاقة لغرامات كبيرة لعدم توفير الطاقة وفقا للاستعداد المعلن. تم تصميم هذا النظام بحيث لا يتعارض مع التشغيل العادي لمحطة الطاقة ويتم صيانته بشكل مستقل، كما أنه نظرا لدوره الكبير في مرحلة توليد الكهرباء في ظروف الذروة، فقد تم تصميم هذا النظام على أساس الحد الأقصى من كفاءة الطاقة.
في الختام يقول بهروزیفر: تكمن أهمية هذا الجهاز في الدور المهم الذي يلعبه في صناعات من قبيل النفط والغاز والبتروكيماويات وخطوط زيادة الضغط وعموما حيثما تكون هناك حاجة إلى توربين غازي، ويمكنه التحكم في إحدى المشكلات الرئيسية لتشغيل هذا النظام في درجات حرارة الصيف المرتفعة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشاريع لن تكون ممكنة بدون دعم حكومي بسبب ضخامة حجم السيولة، ولتحقيق النتيجة لا بد من إيجاد حوافز مناسبة للقطاع الخاص ليساهم بمشاريع في هذا الصدد.