كيف يمكن لحمية الكيتو أن تؤثر على علاج السرطان؟
10 December 2024 - 18:00

كيف يمكن لحمية الكيتو أن تؤثر على علاج السرطان؟

وجد باحثون أن نظام الكيتو الغذائي يمكن أن يعزز فعالية العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية (CAR T)، وهو شكل من أشكال علاج السرطان المناعي.
رمز الخبر : 6772

أفادت وکالة آنا الإخباریة، ويعرف العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية (CAR T) بأنه علاج مخصص يقوم بإعادة برمجة خلايا الجهاز المناعي للمريض لمهاجمة السرطان. وقد استفاد آلاف المرضى المصابين بسرطانات الدم من هذا العلاج، لكنه لا يكون فعالا مع الجميع.

وقالت شان ليو، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وزميلة ما بعد الدكتوراه والمشاركة في قيادة الدراسة: "لقد اتبعنا نهجا غير تقليدي لتحسين العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية، من خلال استهداف الخلايا التائية عبر النظام الغذائي بدلا من المزيد من الهندسة الجينية".

واختبر الفريق البحثي تأثير عدة أنظمة غذائية - بما في ذلك حمية الكيتو، والنظام الغذائي عالي الألياف، والنظام الغذائي عالي الدهون، والنظام الغذائي عالي البروتين، والنظام الغذائي عالي الكوليسترول، ونظام غذائي ضابط - على قدرة العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية وقدرته على محاربة الأورام.

وباستخدام نموذج فأر مصاب بـ"لمفوما الخلية البائية الكبيرة المنتشرة"، وهو سرطان يصيب الخلايا اللمفية البائية، اكتشفوا أن الفئران التي كانت تتبع حمية الكيتو أظهرت تحكما أفضل في الأورام ونجاة أعلى مقارنة مع الفئران التي اتبعت الأنظمة الغذائية الأخرى.

واكتشف الفريق أن نظام الكيتو الغذائي يؤدي إلى زيادة مستويات بيتا هيدروكسي بيوتيرات (BHB)، وهو جزيء يُنتج في الكبد استجابة للحالة الكيتونية، أو الخلونية (الكيتوزية)، ويبدو أنه العامل الرئيسي وراء تحسين قدرة العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية على مكافحة السرطان.

حمية الكيتو هي نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، يهدف إلى دفع الجسم إلى حالة من الكيتوزية، وهي حالة يتم فيها تحفيز الجسم على استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلا من الكربوهيدرات. وخلال هذه الحالة، يتم إنتاج مركبات تعرف بالكيتونات، مثل بيتا هيدروكسي بيوتيرات (BHB)، والتي تصبح الوقود الأساسي للخلايا بدلا من الجلوكوز (السكر).

ويوضح بونيث غوروبرساد، الحاصل على درجة الدكتوراه وطالب الطب في كلية بيرلمان للطب: "نظريتنا هي أن العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية يفضل استخدام بيتا هيدروكسي بيوتيرات كمصدر للطاقة بدلا من السكريات العادية في أجسامنا مثل الجلوكوز. لذلك، زيادة مستويات بيتا هيدروكسي بيوتيرات في الجسم تمنح العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية طاقة أكبر لمهاجمة الخلايا السرطانية".

واختبر الفريق مكمل بيتا هيدروكسي بيوتيرات (BHB) مع العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية في نماذج مختبرية من السرطان البشري، باستخدام نظام غذائي عادي. وأظهرت النتائج القضاء التام على السرطان في الغالبية العظمى من الفئران، مع زيادة في عدد الخلايا التائية المعدلة في الجسم وتنشيطها.

ولمعرفة ما إذا كانت مستويات بيتا هيدروكسي بيوتيرات في الجسم يمكن أن يكون لها تأثير مماثل على البشر، قام الفريق بتحليل عينات دم من مرضى تلقوا مؤخرا العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية، ووجدوا أن مستويات بيتا هيدروكسي بيوتيرات المرتفعة كانت مرتبطة بتحسن في زيادة عدد الخلايا المعدلة لدى هؤلاء المرضى.

كما فحصوا الخلايا التائية من متطوعين أصحاء تناولوا مكمل بيتا هيدروكسي بيوتيرات، ووجدوا تغييرات مماثلة في كيفية توليد الخلايا العادية للطاقة بعد تعرضها لبيتا هيدروكسي بيوتيرات.

ويتم الآن اختبار النظرية التي تفترض أن مكمل بيتا هيدروكسي بيوتيرات قد يحسن استجابة العلاج باستخدام العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية (CAR T) في تجربة سريرية من المرحلة الأولى في مركز أبرا مسون للسرطان في جامعة بنسلفانيا.

وبينما لا تزال الأبحاث في مراحلها الأولى، أكد الفريق أن النتائج واعدة. وإذا أثبتت التجربة السريرية نجاحها، قد يوفر هذا النهج خيارا منخفض التكلفة وسهل الوصول لتحسين فعالية العلاج بالخلايا التائية ذات المستقبلات الخيمرية في مرضى السرطان.

إرسال تعليق