"رويترز" عن مصادر: "إسرائيل" تسعى لإدخال تعديلات تعقّد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار
أفادت وکالة آنا الإخباریة، أكد مسؤول غربي، مصدر فلسطيني، ومصدران مصريان، أنّ "إسرائيل" "تسعى لإدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يعقّد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وقالت المصادر الأربعة للوكالة إنّ "إسرائيل تريد فحص (تفتيش) الفلسطينيين في قطاع غزة، في أثناء عودتهم إلى مناطق الشمال عندما يبدأ وقف إطلاق النار"، ما يعني أنّها تراجعت بذلك عن السماح للمدنيين الذين نزحوا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.
وذكر المسؤول الغربي أنّ المفاوضين الإسرائيليين "يريدون آلية فحص للمدنيين العائدين إلى شمالي قطاع غزة، إذ إنّهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان" المقاومين من حركة حماس، الذين ما زالوا موجودين في تلك المناطق (علماً بأنّ الاحتلال زعم القضاء عليهم، لتعود الاشتباكات في المنطقة لاحقاً).
في المقابل، أكد المصدر الفلسطيني والآخران المصريان أنّ حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد. وتجدر الإشارة إلى أنّ حماس وكل فصائل المقاومة تتمسك بمطالبها العادلة من أجل إبرام الصفقة، وهي تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال بصورة كاملة من القطاع، السماح بدخول المساعدات، إعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى منازلهم.
وقال المسؤول الغربي والمصدران المصريان إنّ المسؤولين الإسرائيليين طرحوا هذا المطلب خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، التي عُقدت في وقت سابق من هذا الشهر. بدوره، قال المسؤول الغربي إنّ هذا "لم يكن متوقعاً".
وإلى جانب هذا المطلب، ثمة نقطة خلاف أخرى تتعلّق بمطالبة "إسرائيل" بالاحتفاظ بالسيطرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، بحسب ما أكده المصدران المصريان، وهو ما ترفضه القاهرة على اعتباره "تجاوزاً لأي إطار لاتفاق نهائي ترضى به الأطراف".
في هذا الإطار، قال المسؤول والمصادر الثلاثة الأخرى إنّ الإسرائيليين "لا يرغبون في سحب قواتهم من محور فيلادلفيا"، الذي يمتدّ على طول نحو 14 كلم من الحدود مع مصر.
وأضاف المسؤول الغربي إنّ الأيام القليلة الماضية شهدت مساعي لإيجاد حلّ لهذه القضية، "إما من خلال انسحاب إسرائيلي، أو التوصل إلى بعض التفاهم حول كيفية إدارة ذلك"، من دون أن يخوص في تفاصيل.
وذكرت "رويترز" أنّ مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والبيت الأبيض ووزارة الخارجية المصرية "لم ترد فوراً على طلبات للتعليق على مطالب إسرائيل".
ونقلت عن القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، تأكيده "نتنياهو ما زال يراوغ ولا يوجد أي تغيير على موقفه". ويأتي الحديث عن نقاط خلاف جديدة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في وقت دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال محادثاته في واشنطن أمس الخميس مع نتنياهو، إلى التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، "إنّنا الآن أقرب (إلى التوصل إلى صفقة) مما كنا عليه من قبل"، لكنه أشار أيضاً إلى وجود فجوات.
والأربعاء، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن، قبل اجتماع الرئيس مع نتنياهو، "إنّنا في المراحل الختامية من التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أنّ "هناك بعض الأمور التي نحتاجها من حماس، وبعض الأمور التي نحتاجها من إسرائيل".
وذكر المسؤول أنّ من بين الأمور المطلوبة من حماس هو "خروج الأسرى"، دون أن يقدّم مزيداً من التوضيح. ورفض أبو زهري هذا الزعم، موضحاً أنّ "الإدارة الأميركية تحاول التغطية على تعطيل نتنياهو للصفقة، بالقول إن هناك أشياء مطلوبةً من الطرفين، وهذا بعيد عن الحقيقة".