الهدنة الموقتة في قطاع غزة تدخل حيز التنفيذ
أفادت وکالة آنا الإخباریة، دخلت الهدنة الموقتة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في غزة حيز التنفيذ عند الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة بعد عدوان إسرائيلي على القطاع تواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد وجرح الآلاف.
وتستمر الهدنة لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، يتخللها الإفراج عن عدد من المعتقلات والمعتقلين الأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال مساعدات إغاثية وكميات من الوقود.
وفي الساعات الأخيرة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، طالت مدارس تؤوي نازحين ومستشفيات ومنازل، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية: "بعد ليلة هجمات في غزة ودويّ صفّارات الإنذار، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".
وفي السياق نفسه، أكّد مراسل الميادين: "لم تُسمع في غزة أصوات القصف منذ السابعة صباحاً"، لكن الاحتلال خرق الهدنة في شرقي رفح وشمالي غرب غزة.
وشدّد مراسلنا على أنّ "الوضع هادئ نسبياً مع انسحاب الطائرات الحربية والطائرات المسيرة المحملة بالصواريخ من أجواء القطاع".
النازحون يتدفقون إلى مدنهم
وفور دخزل الهدنة حيز التنفيذ، بدأ النازحون بالتحرك في الشوارع، وتوافد السكان إلى المستشفيات والمقابر.
وأكّد مراسلنا أنّ "السكان بدأوا بالعودة إلى بيت حانون مع انسحاب قوات الاحتلال وبدء سريان الهدنة"، مشيراً إلى أنّ الاحتلال الذي تتمركز جنوده في البلدة يمنع السكان من التقدم.
في غضون ذلك، قال مراسل الميادين من بيت حانون شمالي غزة إنّ الاحتلال "يهدد بإطلاق النار على من يتقدم من قواته المتمركزة في المدينة"، وذلك مع تدفق السكان إلى شوارع مدينتهم المدمرة لتفقد أملاكهم.
وقال السكان من بيت حانون إنّ "جيش" الاحتلال ما زال في البلدة، ولم ينسحب إلى أطرافها، وأشاروا إلى أنّه يعتقل عدداً من الشبان ويهددهم بإطلاق النار عليهم.
وأكّد سكان من بيت حانون أنّ الاحتلال يطلق النار على السكان الذين يحاولون تجاوز "كاراج بيت حانون"، فيما أوضح مراسلنا أنّ بعض السكان يخاطرون بحياتهم لتفقد أملاكهم رغم تهديدات الاحتلال.
بدوره، نقل مراسل الميادين من شارع صلاح الدين في وسط قطاع غزة أنّ الاحتلال يطلق النار في اتجاه تجمعات السكان الذين خرجوا لتفقد أملاكهم، بحيث تتمركز دبابات الاحتلال أمام "دوار الكويت".
وأكّد مراسلنا أنّ الاحتلال خرق الهدنة وأطلق النيران وقذيفة مدفعية في اتجاه السكان في منطقة صلاح الدين.
وجرى الحديث عن أنّ النازحين إلى جنوب قطاع غزة لن يتمكنوا من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمالي القطاع أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعدما هددت قوات الاحتلال التي اجتاحت بدباباتها وآلياتها العسكرية تلك المناطق باستهدافهم.
وستحاول طواقم الإسعاف والإنقاذ انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، إذ يقدّر عدد المفقودين بنحو 7000 مواطن، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة، ما سيكشف مزيداً من الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مدار 48 يوماً.
بدء دخول شاحنات المساعدات
ومع بدء سريان الهدنة، بدأت شاحنات الوقود بالدخول إلى معبر رفح بعد أسابيع من الحصار والمنع. ويجري تفريغها في الجانب الفلسطيني من المعبر لتوزيعها على القطاع.
ودخل عدد من سيارات الإسعاف التي تنقل جرحى فلسطينيين عبر معبر رفح إلى الأراضي المصرية في اتجاه مستشفى العريش.
ومن المفترض أن تدخل 200 شاحنة غذائية وطبية اليوم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري أكد، أمس الخميس، أنّ "الهدنة في قطاع غزة ستبدأ اليوم الجمعة عند الساعة الـ7 صباحاً بالتوقيت المحلي، وستستمرّ 4 أيام".
وأفادت الخارجية القطرية بأنها تسلمت قائمات بأسماء الذين ستُفرج عنهم "حماس" و"إسرائيل"، وفق اتفاق الهدنة.
وأضافت: "سيتم الإفراج عن 50 أسيراً فلسطينياً على 4 أيام. الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين تضم 13 امرأة وطفلاً".
بدورها، أوضحت كتائب الشهيد عز الدين القسّام أنّه سيتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال في مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، وسيتم خلال الأيام الـ4 الإفراج عن 50 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن التاسعة عشرة.
وأضافت القسّام أنّ التهدئة ستشمل توقف الطيران المعادي عن التحليق بصورة كاملة في جنوب قطاع غزة، وتوقفه عن التحليق مدة 6 ساعات يومياً، من الـ10 صباحاً حتى الـ 4 مساءً، في مدينة غزة وشمالي القطاع.