أمير عبداللهيان: طوفان الاقصى بركان الغضب الفلسطيني المتراكم تجاه عقود من الاجرام الصهيوني
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وشارك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول فلسطين اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال وزير الخارجية خلال كلمته في اجتماع الجمعية العامة، إن إيران لعبت دورا بناء في دعم السلام والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتنظيم داعش.
وأضاف في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: نحن نحذر بشدة من العواقب التي لا يمكن السيطرة عليها للدعم المالي والسلاح والعملياتي غير المحدود الذي يقدمه البيت الأبيض لنظام تل أبيب، والذي وأدى ذلك إلى اتساع حدة القصف والعدوان على المدنيين الفلسطينيين والنساء والأطفال في غزة والضفة الغربية.
وأكد أمير عبد اللهيان: أن الإجراء الأخير الذي قام به الشعب الفلسطيني وحركة (المقاومة الاسلامية) حماس التحررية ضد المحتلين، استنادا إلى قواعد القانون الدولي المعمول بها، هو عمل مشروع تماما وهو حق أصيل له، وإسناد أي سند آخر له غير قانوني على الإطلاق. وغير مقبول.
وأكد وزير الخارجية الإيراني: أن حركة حماس تحارب الاحتلال وفق القانون الدولي ولها حق مشروع. حماس مستعدة لإطلاق سراح السجناء المدنيين. وفي الوقت نفسه، ينبغي للعالم أن يدعم إطلاق سراح 6000 فلسطيني محتجزين في سجون الكيان الإسرائيلي.
وقال أمير عبد اللهيان: من مقر الأمم المتحدة إلى دعاة الحرب الإسرائيليين ومؤيديهم ورجال الدولة والجنود الأمريكيين الذين يديرون الآن الإبادة الجماعية في فلسطين، أقول بصراحة إننا لا نرحب بتوسيع نطاق الحرب وحجمها في المنطقة لكننا نحذر بانه إذا استمرت الإبادة الجماعية في غزة فلن يسلموا من هذه النار. هذا بيتنا، وغرب آسيا منطقتنا. نحن لا نجامل احدا على حساب امن بيتنا.
وأشار إلى الوضع في غزة وأضاف: ان أميركا وعددا من الدول الأوروبية تقف إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي دون الاهتمام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ونوه إلى أن مجلس الأمن فشل في ضمان السلام، وأضاف: أميركا وعدد من الدول الأوروبية تشاهد مقتل 7000 مدني في أقل من ثلاثة أسابيع على يد الكيان الصهيوني. وهذه الدول هي نفسها تزود هذا الكيان بالمال والسلاح.
وقال أمير عبداللهيان: ان الكيان الصهيوني يرتكب إبادة جماعية في غزة.
ونصح أميركا بأن تكون مصدراً للسلام بدلاً من إرسال الصواريخ والقنابل للكيان الصهيوني لقصف غزة، وأضاف: على أميركا أن تتوقف عن دعم الكيان الصهيوني في الإبادة الجماعية في غزة. لقد دعمنا دائما السلام والأمن. واليوم، في نيويورك والأمم المتحدة، أقول بوضوح لأميركا وسياسييها ومن يدعمون الإبادة الجماعية في غزة، إننا لا نبحث عن نشر وتوسيع الحرب في المنطقة. هذا هو بيتنا وغرب آسيا هي منطقتنا.
وشدد أمير عبداللهيان على ضرورة وقف الإبادة الجماعية في غزة فورا، وقال: غزة بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وقال: استناداً إلى القوانين الدولية وقرارات الجمعية العامة، فإن الشعب الفلسطيني له حق مشروع في مقاومة الاحتلال.
وأشار رئيس الجهاز الدبلوماسي إلى أن أميركا باعتبارها الداعم الدائم وبلا قيد وشرط لإسرائيل، هي السبب الرئيسي في فشل جهود تحديد مصير الشعب الفلسطيني من قبل مجلس الأمن.
وأضاف: بالنسبة للقضية الفلسطينية، نحن ندعم فقط التنفيذ الكامل لحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. فأرض فلسطين ملك لسكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين ويهود. وتؤمن إيران بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وترى ضرورة إجراء استفتاء بين أبناء الشعب الفلسطيني الاصيل لتحديد مصيرهم بالطريقة المسجلة في الأمم المتحدة.
وقال أمير عبداللهيان: إن أساس الكيان الصهيوني يقوم على الخداع والاحتلال والجريمة، وقد شن أكثر من 20 حربا في المنطقة حتى الآن. بل إنه هاجم دولاً ليست في جواره. وهو فضلا عن احتلاله لارض فلسطين مازال يحتل اراضي من دول عربية اخرى. لقد ارتكب هذا الكيان كافة الجرائم، بما في ذلك العدوان والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وارتكب هذه الجرائم مرات عديدة. هذا الكيان لا يلتزم بأي قوانين.
واكد وزير الخارجية أن الاحتلال الغاشم أدى إلى الفصل العنصري وقال: لقد أصبح هذا الامر ترخيصا لقتل الشعب الفلسطيني، وهذا هو الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني.
وأوضح رئيس الجهاز الدبلوماسي أن جهود الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حركة حماس، لمواجهة الاحتلال هي حقه الأصيل والمشروع، وقال: ينبغي منحهم هذا الحق المشروع للدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال. ومن المثير للسخرية أن يظهر الكيان الصهيوني نفسه كضحية. وما طوفان الأقصى إلا رد فعل على العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني واستمرار الاحتلال.
وأضاف أمير عبداللهيان: إن هذه العملية هي بركان الغضب المتراكم الشعب الفلسطيني تجاه 75 عاما من الاحتلال والجرائم واسعة النطاق التي يرتكبها الكيان الصهيوني وخاصة حكومة نتنياهو. وبحسب القوانين الدولية فإن المقاومة المسلحة هي حق أصيل للشعب الفلسطيني، ولا يحتاج إلى إذن الدول الأخرى لتنفيذ هذا الحق، وهذا الحق يستند إلى القانون الدولي المعترف به. إذا كان هناك من لا يريد لهذه الحرب أن تتوسع، فعليه الضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها.
واشار إلى استشهاد أكثر من سبعة آلاف مدني فلسطيني، منهم ثلاثة آلاف طفل، وجرح 17 ألف آخرين، وقطع الغذاء والكهرباء والمياه عن المدنيين وقصف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس والكنائس والبنية التحتية بشكل وحشي، وقال: أن اجراءات الولايات المتحدة التي تشارك بشكل مباشر في هذه الصراع وتقديم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، يعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة ومسؤوليات هذا البلد، ويجب أن تكون مسؤولة أمام المجتمع الدولي.
وأوضح وزير الخارجية أن أميركا تشارك في الجريمة ضد الشعب الفلسطيني "في حين تدعو الآخرين إلى ضبط النفس".
واكد امير عبداللهيان في كلمته على النقاط التالية:
1- إن الإجراء الأخير الذي قام به الشعب الفلسطيني وحركة التحرر (حركة المقاومة الاسلامية) حماس ضد المحتلين، استنادا إلى قواعد القانون الدولي المعمول بها، هو عمل مشروع تماما وهو حق أصيل له، وإن إسناد أي عنوان آخر إليه هو أمر غير قانوني على الإطلاق وغير مقبول.
2- إن ادعاءات مثل إعطاء حق ما يسمى "الدفاع المشروع" لكيان الاحتلال الإسرائيلي هي أيضاً نكتة سخيفة للغاية. ومن المؤكد أنه لا يمكن تغيير مكان القاتل والمجني عليه بسوء استخدام بعض العبارات الشرعية.
3- إن عملية طوفان الأقصى ما هي إلا رد فعل على استمرار الاحتلال والعدوان الذي يمارسه كيان الاحتلال ورد فعل على جرائمه الواسعة في الأشهر الأخيرة. والحقيقة أن هذه العملية هي بركان الغضب المتراكم للشعب الفلسطيني برمته تجاه أكثر من سبعة عقود من الجرائم المتواصلة والواسعة النطاق التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
4- وفقا للقانون الدولي، فإن مقاومة العدوان والاحتلال، بما في ذلك الوسائل المسلحة، هي حق أصيل ومشروع للشعب الفلسطيني، ولا تحتاج إلى إذن أو أمر من أي دولة أو مؤسسة لممارستها. إن الاختيار الأخير لحركة التحرير الفلسطينية حماس فيما يتعلق بالزمان والمكان ونوعية العمل بهذا الحق كان أيضًا قرارًا مستقلاً خاصًا بها يستند إلى مبادئ معروفة ومعينة للقانون الدولي.
5- أولئك الذين يتحدثون باستمرار عن ضرورة منع توسع نطاق الصراع، إذا كانوا لا يريدون توسيع نطاق الحرب، عليهم الضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائم الحرب بشكل فوري وكامل.
6- تثبت التصريحات الأخيرة للجهات الرسمية والعسكرية للكيان الصهيوني ونوعية أفعاله في غزة، مقتل أكثر من 7000 مدني، أكثر من 62% منهم أطفال ونساء، واصابة أكثر من 17 ألف مدني آخر بجراح واعاقات وقطع إمداد المياه والكهرباء والوقود والغذاء والدواء لعدة ملايين من السكان ومنع أي مساعدة فعالة لهم، وتدمير وحشي وواسع النطاق للأماكن السكنية والمساجد والكنائس والمستشفيات والبنية التحتية الخاصة بها والمنشآت، بشكل متعمد تماما ولهدف واضح. وقد تم الإعلان عن أن "الانتقام" و"العقاب الجماعي" المحظورين صراحة بموجب القانون الدولي قد تم تنفيذهما، ولا يدع مجالا للشك في أن هذه الأعمال تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي وهي مثال واضح على جريمة العدوان وجريمة الحرب والجريمة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
7- وفي هذا السياق سأكتفي بذكر الجريمة التي وقعت في مستشفى المعمداني بغزة. ومما لا شك فيه أنه بالنظر إلى حجم جريمة الكيان الصهيوني وأبعادها الوحشية في الهجوم على هذا المستشفى، فمن الواضح أن هذه الجريمة وحدها تمتلك كل العناصر المادية والمكونات لجريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وجريمة إبادة جماعية. وهذه الجريمة كافية لوحدها لمحاكمة كل القادة والمنفذين والداعمين لها.
8- إن اجراءات الولايات المتحدة، التي لا تشارك بشكل مباشر فحسب في هذه المعركة من خلال الدعم المالي والسلاح والعمل العسكري المباشر والدعم السياسي الفعال ، بل تدير هذه الحرب أيضًا، تستوجب مسؤولية دولية عليها. بالإضافة إلى ذلك، في حين أن الولايات المتحدة نفسها متورطة فعلياً وبشكل مباشر في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين، إلا أنها ليست في وضع يسمح لها بدعوة الآخرين إلى عدم شن الحرب وممارسة ضبط النفس.
ولذلك، فإننا نحذر بشدة من العواقب التي لا يمكن السيطرة عليها للدعم المالي والعسكري والعملياتي غير المحدود الذي يقدمه البيت الأبيض لنظام تل أبيب، والذي أدى إلى توسيع شدة القصف والعدوان على المدنيين الفلسطينيين والنساء والأطفال في غزة والضفة الغربية.
9- كما أثبتت التطورات الراهنة في فلسطين بوضوح أن النتيجة الوحيدة لأي تطبيع للعلاقات مع الكيان الإسرائيلي هو تجاهل الحقوق المشروعة والتاريخية للشعب الفلسطيني وتطبيع ارتكاب أي جريمة ضده، وبالتالي فان أي محاولة لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال محكوم عليها بالفشل.
10- إن منع تصعيد الأوضاع في فلسطين، خاصة في ظل الظروف المضطربة الراهنة في مختلف مناطق العالم، مسؤولية عالمية. ونحن بدورنا على استعداد للقيام بدور أكثر جدية في هذا المجال، ومواصلة جهودنا الأخيرة. وفي هذا الصدد، أعلنت قيادة حركة حماس التحريرية استعدادها لإطلاق سراح السجناء المدنيين، كما أن إيران مستعدة للعب دور في هذه القضية الإنسانية الهامة. وبطبيعة الحال، فإن إطلاق سراح 6000 أسير فلسطيني من سجون كيان الاحتلال هو أيضًا مسؤولية الولايات المتحدة.