أمريكا تكثف تواجدها العسكري في الخليج الفارسي.. لمصلحة من؟!
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وجاء ايضا في البيان الصادر عن الأسطول الخامس الأمريكي، انه يمكن للسفينة الهجومية البرمائية ان تحمل أكثر من 20 طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة الأجنحة، وهو ما يوفر قدرا أكبر من المرونة والقدرة البحرية للأسطول الأمريكي الخامس، وفقا للبيان.
اللافت ان الاسطول الامريكي الخامس والذي يضم حاملة طائرات وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود، والذي يتخذ من المياه الاقليمية للبحرين مقرا له، لم يكن بحاجة لكل تلك القوات التي تم الاعلان عنها اليوم، والتي جاءت في اطار خطة اعلنت عنها وزارة الدفاع الامريكية مسبقا، وفقا للبيان الامريكي ايضا.
من الواضح ان هذا الاجراء الامريكي لو جاء في اطار السياسة الامريكية الرامية للضغط على ايران، ودفعها لتقديم تنازلات، فان التجربة التاريخية اثبتت ان هذه السياسة فشلت فشلا ذريعا مع ايران، بل انها تأتي بمردود عكسي تماما بالنسبة لامريكا، وما المناورات التي اجرتها ايران مؤخرا للدفاع عن الخليج الفارسي والجزر الايرانية، والتي استخدمت فيها احدث المنجزات العسكرية الايرانية، الا دليلا واضحا على ما نقول.
اما اذا كان الاجراء الامريكي جاء من اجل اظهار المنطقة وكأنها غير آمنة، وان امريكا ومن خلال تكثيف تواجدها العسكري تسعى للحافظ على امنها وتوفير الحماية للملاحة الدولية في الخليج الفارسي، فان التجربة التاريخية اثبتت ايضا، انه كلما ازداد تواجد القوات الامريكية في المنطقة، كلما ازداد التوتر فيها، وزاد استغلال امريكا لدولها واستنزاف مواردها.
باتت جميع دول المنطقة على بينة من حقيقة واضحة مفادها، ان مصلحة الثنائي الامريكي الاسرائيلي، تقتضي تأجيج وتأزيم الاوضاع في المنطقة، عبر خلق الفتن واصطناع اعداء وهميين لدولها، وليس هناك من دليل اوضح على ذلك من الغضب الامريكي الاسرائيلي، من التقارب الايراني السعودي، وهو تقارب خلق اجواء ايجابية، صبت وتصب في صالح دول المنطقة دون استثناء، بينما نرى امريكا في المقابل لا تدخر وسعا للضغط على الدول العربية، وخاصة السعودية، للتطبيع مع عدو يحتل ويغتصب المقدسات الاسلامية، ويعتدي على العرب والمسلمين ليل نهار، ويحاصر الفلسطينيين منذ عقود، ويقتل الشباب الفلسطيني بدم بارد، ويعلن جهارا نهارا انه لم ولن يعترف يوما بدولة اسمها فلسطين، ويسعى الى هدم المسجد الاقصى وطرد الفلسطينيين من القدس.
ان الاجراء الامريكي جاء من اجل افشال اي جهد عربي ايراني يمكن ان يصب في صالح تشكيل قوة بحرية مشتركة بين دول المنطقة، لتوفير أمن ممراتها المائية في الخليج الفارسي وبحر عمان، فهذه الدول لديها القدرة والامكانيات، لتوفير هذا الأمن دون تدخل أجنبي، وهو تدخل هدفه الوحيد زرع الفتن وخلق الاضطرابات والازمات والنزاعات، من جل تحقيق اهداف تصب من الفها الى يائها في صالح الكيان الاسرائيلي الارهابي العنصري، وهي اهداف لم ولن تتحقق بفضل التوجه الاستقلالي الذي باتت دول المنطقة تعتمده، بعد ان تكشفت لها حقيقة السياسة الامريكية، حتى للدول التي كانت تعتبر نفسها حليفة لامريكا.