غروسي يزور طهران.. ماذا في جعبته هذه المرة؟
أفادت وکالة آنا الإخباریة، لا نكشف سراً اذا قلنا ان اغلب المنظمات الدولية، وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تخضع لهيمنة الدول الغربية، وخاصة امريكا، وان تجربة ايران مع الوكالة الدولية، وشخص غروسي، خلال السنوات الماضية ، خير دليل على ذلك.
كلنا يتذكر كيف كان يزور غروسي الكيان الاسرائيلي قبل ان يقدم تقرير الوكالة الدولية بشان ايران، فالرجل بات معروفا عنه انه يكرر ما تطلبه منه امريكا، واليوم عندما يتحدث بهذه اللغة الدبلوماسية عن الاتفاق النووي، وانه لم يمت، فهذا بالتاكيد رغبة امريكية، لاستئناف المفاوضات التي توقفت بسبب تعنت امريكا حصرا.
النقطة الاهم في كلام غروسي هو اشارته الى ضرورة اجراء محادثات سياسية مع ايران، فالرجل اعترف ضمنيا، ان كل الضجة التي تثار حول البرنامج النووي الايراني السلمي، سببه دوافع سياسية وليس فنية او تقنية ولا حتى عسكرية، لان الجميع ، وفي مقدمتهم شخص غروسي، يعلمون ان البرنامج النووي الايراني سلمي، وهذا الطابع السلمي لطالما اعترفت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع تقاريرها دون اسثناء، الا ان غروسي لا حول له ولا قوة امام الارادة الامريكية.
امتثال غروسي للارادة الامريكية لا يحتاج الى دليل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كثيرا ما كرر قضية وجود مواقع قديمة فيها اثار يورانيوم، لم تعلن عنها ايران، وهو اتهام سياسي مصدره "اسرائيل"، بينما الرد على هذ الاتهام، يكمن في الاتفاق النووي نفسه، اي لو كانت مثل هذه المواقع موجودة فعلا، فكيف وقعت ست قوى كبرى على الاتفاق النووي عام 2015، فالتوقيع على الاتفاق بحد ذاته دليل على كذب هذه المزاعم، التي اخترعتها "اسرائيل" وامريكا، ويكررها غروسي بين فترة واخرى.
اما حديث غروسي عن "انتهاك القيود الموجودة في الاتفاق عدة مرات"، فهو حديث يجب ان يوجهه الى امريكا والدول الاوروبية الثلاث، فرنسا والمانيا وبريطانيا، فامريكا انسحبت من الاتفاق امام العالم اجمع، وفرضت على ايران عقوبات قاسية، والدول الثلاث لم تلتزم بالاتفاق مطلقا، بينما بقيت ايران ، الطرف الوحيد الذي التزم به، بشهادة 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية ، كما ان ايران امهلت الدول الاوروبية عاما كاملا، لتعويضها عن الخسائر التي تعرضت لها جراء الانسحاب الامريكي، ولكن دون جدوى.
نتمنى ان تحمل جعبة غروسي هذه المرة، وهو يزور ايران، ما يمكن من خلاله اخراج المفاوضات النووية من حالة الجمود، بسبب رغبات واماني وشروط امريكا، التي يجب عليها ان تكف عن ربط المفاوضات النووية، بقضايا لا تمت بها بأي صلة، مثل اجترار المزاعم الواهية عن وجود مواقع نووية قديمة لم تعلن عنها ايران، او اعمال الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا.