ثورة في فهم بيولوجيا السرطان: أهداب خلوية تتحكم في مصير الورم

أفادت وکالة آنا الإخباریة، الدراسة، التي قادتها الدكتورة باربرا تانوس، أوضحت أن الأهداب الأولية—وهي زوائد تشبه الشعيرات تبرز من سطح الخلية—تؤدي وظائف معقّدة تتجاوز دورها المعروف كمستقبلات بيئية. ففي بعض أنواع السرطان، تساهم هذه الأهداب في تنشيط مسارات حيوية تساعد الخلايا السرطانية على الانقسام، وغزو الأنسجة، والتصدي للعلاجات الكيميائية.
وتصف تانوس هذه الهياكل بـ"هوائيات بيولوجية دقيقة"، مشيرة إلى أنها تعمل كأدوات استشعار متقدمة. وأضافت: "بدأنا للتو بفهم مدى تأثير الأهداب الأولية. يمكن تشبيهها بمكعب روبيك؛ تدوير جانب واحد منها قد يغير سلوك الخلية كلياً".
وتُظهر نتائج الدراسة أن بعض الأورام تتخلص من الأهداب، بينما تعتمد أخرى عليها للبقاء، خصوصاً عندما تصبح مقاومة للأدوية. وتشير التجارب السابقة في مختبر تانوس إلى أن الخلايا السرطانية التي قاومت مثبطات الكيناز—وهي أدوية تستهدف إشارات النمو—امتلكت أهداباً أطول وأكثر عدداً مقارنة بالخلايا التي استجابت للعلاج.
وما يثير الأمل، بحسب الباحثين، هو أن بعض الجزيئات المرتبطة بتكوين هذه الأهداب يمكن استهدافها باستخدام أدوية متوفرة حالياً، ما قد يفتح آفاقاً جديدة في العلاج. وتضيف تانوس: "إذا تمكنّا من فكّ شيفرة الطريقة التي تنظم بها الأهداب نمو الورم، فقد ننجح في تحديد أهداف دوائية جديدة أو تعزيز فعالية العلاجات القائمة".
وتقترح الدراسة أن تعطيل تكوين الأهداب أو قطع الإشارات الصادرة منها قد يعيد الحساسية للعلاجات التي فقدت فعاليتها، ويمهد الطريق لاستراتيجيات علاجية أكثر فاعلية في مواجهة السرطان.