ابحاث علمية تثبت التأثير الإيجابي للزعفران على الصحة النفسية

ووفقا لوكالة انباء آنا. فإن الاكتئاب يصاحبه أعراض مثل الحزن الشديد، وانخفاض الدافع، والملل، واضطراب النوم، والأفكار السلبية. يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى تعطيل الأداء اليومي للأشخاص، بل وقد يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة مثل فقدان الوظيفة، والعزلة الاجتماعية، وفي الحالات القصوى، الانتحار.
تشير الإحصائيات العالمية إلى أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يعانون من هذا الاضطراب. تشير الدراسات العلمية إلى أن التغيرات في النواقل العصبية في الدماغ، وزيادة الالتهاب، والإجهاد التأكسدي في الخلايا العصبية هي من بين الأسباب الرئيسية للاكتئاب.
في حين أن مضادات الاكتئاب الموجودة مثل مثبطات السيروتونين الانتقائية (SSRIs) يمكن أن تقلل الأعراض، إلا أن العديد من المرضى لا يستجيبون بشكل كافٍ لهذه الأدوية أو يعانون من آثارها الجانبية.
ومن مجالات البحث الجديدة دراسة تأثير المركبات الطبيعية في تحسين أعراض الاكتئاب. الزعفران، وهو نبات ثمين يستخدم منذ فترة طويلة في الطب التقليدي، جذب انتباه الباحثين بسبب مركباته الخاصة. تشير الدراسات إلى أن الزعفران يحتوي على مواد مثل الكروسين والسافرانال التي يمكن أن تؤثر على وظائف المخ وتكون فعالة في تنظيم الحالة المزاجية.
وفي هذا الصدد، أجرت الباحثة في مجال فسيولوجيا النبات وعلم النفس سميرة علي بحثاً حول دور الزعفران في تحسين أعراض الاكتئاب.
وتظهر هذه الدراسة، التي استعرضت الدراسات الأساسية والسريرية في هذا المجال، أن المركبات الفعالة في الزعفران يمكن استخدامها كعلاج مكمل إلى جانب الطرق الصيدلانية التقليدية. تمثلت طريقة إجراء هذا البحث في مراجعة وتحليل نتائج الدراسات المختلفة التي أجريت حول تأثير الزعفران على الاكتئاب.
وتظهر نتائج هذا البحث أن المركبات الموجودة في الزعفران يمكن أن تكون فعالة في تقليل أعراض الاكتئاب من خلال التأثير على الناقلات العصبية في الدماغ، وخاصة السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين.
على سبيل المثال، يساعد الكروسين على تحسين أعراض الاكتئاب من خلال منع انخفاض مستويات الدوبامين والنورادرينالين، وهما مادتان كيميائيتان رئيسيتان في تنظيم الحالة المزاجية. ومن ناحية أخرى، فإن المادة السافرانال لها تأثير مماثل لمضادات الاكتئاب الشائعة من خلال تثبيط إعادة امتصاص السيروتونين.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن الزعفران يمكن أن يساعد في تقوية الجهاز العصبي وتجديد وتقوية الشبكات العصبية عن طريق زيادة مستويات عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في صحة خلايا الدماغ. كما أن الخصائص المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة الموجودة في هذا النبات يمكن أن تلعب دورًا في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات المرتبطة بالاكتئاب.
وتعد نتائج هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة لأنها تظهر أن الزعفران يمكن استخدامه كمكمل علاجي ذو آثار جانبية أقل، إلى جانب الأدوية الشائعة. وهذا مفيد بشكل خاص للمرضى الذين لا يستجيبون بشكل جيد للعلاج الكيميائي أو يعانون من آثار جانبية منه. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الجرعة والآثار طويلة الأمد للزعفران بشكل دقيق.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البحث تم نشره في مجلة "بحوث الزعفران" الفصلية التابعة لجامعة بيرجند والجمعية الإيرانية للعلوم الزراعية وتربية النبات. ومن خلال نشر الدراسات العلمية حول الزعفران، توفر هذه المجلة منصة لتبادل نتائج الأبحاث وتطوير المعرفة في هذا المجال.