12 فروردين .. ذكرى الاستفتاء الشعبي العظيم لتاسيس "الجمهوریة الإسلامیة" في إیران

12 فروردين .. ذكرى الاستفتاء الشعبي العظيم لتاسيس "الجمهوریة الإسلامیة" في إیران

يحتفي الشعب الايراني الثوري كل عام، لمناسبة الملحمة العظمى التي سطّرها في "12 فروردين" الموافق 1 من نیسان/أبریل، اي ذكرى تأسیس "نظام الجمهوریة الإسلامیة" المقدس في ايران، عبر الاستفتاء العام الذي دعا إلیه مفجر الثورة الاسلامية "الإمام الخمیني" (رض) عام 1979 م.
رمز الخبر : 1738

أفادت وکالة آنا الإخباریة، وقد لبىّ أبناء الشعب الإیرانی العظيم، نداء الإمام الراحل (رض) بمشاركتهم الحماسية في الإستفتاء وبأغلبیة ساحقة؛ حيث صوّت 98.2 في المئة من الإیرانیین بـ "نعم" لصالح قیام نظام الجمهوریة الإسلامیة في 1 نيسان / ابريل عام 1979، ليخلدوا ملحمة جماهيرية منقطعة النظير في تاريخ الثورة الاسلامية الى الابد.

وقد اعقب هذا الانجاز الجماهيري العظيم، نصّ إعلان تاسيس "نظام الجمهوریة الإسلامیة" في ايران من قبل الإمام الخمینی (رض)، على الشكل التالي :

بسم الله الرحمن الرحیم‏

﴿وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِینَ﴾.

أبارك من الصميم للشعب الإیراني العظیم ما حققه، رغم القهر والاستخفاف الذي مارسه النظام الشاهنشاهي بحقه بإیحاء من المستكبرین.

لقد منَّ الله تعالى علینا فحطم نظام الاستكبار بیده المقتدرة التي تمثل قوة المستضعفین، وجعل من شعبنا إماما ورائدا للشعوب المستضعفة وقیض لكم ارثه الحق بإقامة الجمهوریة الإسلامیة.

إنني أعلن في هذا الیوم المبارك، یوم إمامة الأمة ویوم الفتح والظفر للشعب، أعلن قیام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وأعلن لعالم بأن لا سابقة لمثل هذا الاستفتاء في تاریخ إیران؛ بحیث توافدت الجماهير في مختلف أنحاء البلاد على مراكز الاقتراع بشوق ولهفة وعشق للإدلاء بآرائهم المؤیدة، وإلقاء النظام الطاغوتي فیي مزبلة التاریخ وإلى الأبد.

إنني أعرب عن تقدیري البالغ لهذا التلاحم الفرید الذي استجاب فیه الجمیع للنداء السماوي ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً﴾ وصوتت الغالبیة العظمى من أبناء الشعب، سوى حفنة من الكفار والمتمردین، لصالح اقامة نظام الجمهوریة الإسلامیة، وأثبتت بذلك للشرق والغرب نضوجها السیاسي والاجتماعي.

انني اهنئكم بإقامتكم حكومة العدل الإلهي عبر تصويتكم الايجابي لصالح الجمهوریة الإسلامیة، بعد دحركم للعدو الجبار وفرعون الزمان بفضل تضحيات شبابكم الشهداء الأبطال وما تحمله الآباء والأمهات من مشقات وعذاب لا یطاق.

مبارك لكم الحكومة التي ستنظر إلى الجمیع سواسية، مبارك لكم نور العدالة الإلهیة الي سیسطع على الجمیع بشكل متجانس، مبارك لكم غیث رحمة القرآن والسنة النبویة الذي سینزل على الجمیع دون اي تمييز.

مبارك لكم هذه الحكومة التي لا تنظر إلى اختلاف العنصر ولا تفرق بین الأسود والأبیض  والتركي والفارسي واللّوري والكردي والبلوشي؛ فالجمیع أخوة والكرامة فقط وفقط في ظل التقوى والتفاضل بالأخلاق السامیة والأعمال الصالحة.

مبارك لكم هذا الیوم الذي ینال فیه كل أبناء الشعب حقوقهم المشروعة، ولا یفرق فیه بین المرأة والرجل أو بین الأقلیات الدینیة والآخرین في إجراء العدالة.

لقد دفن الطاغوت وسوف یدفن بعده الطغیان والاستبداد، وتم إنقاذ البلاد من أسر الأعداء الداخلیین والخارجیین والناهبین والسارقین، وأصبحتم الآن یا أبناء هذا الشعب الشجاع، حراس الجمهوریة الإسلامیة، أصبحتم مكلفین بحفظ هذا الإرث الإلهي بحزم واقتدار والحیلولة دون نفوذ فلول النظام المتعفن الذین یتربصون بنا، وأنصار اللصوص الدولیین وسراق النفط الطفیلیین.

انتم مطالبون الآن بتقریر مصیركم وعدم فسح المجال للانتهازیین بالانتقال إلى المرحلة المقبلة معتمدین على القوة الإلهیة التي تتجلى في الجماعة الموحدة، وباختیار مجموعة فاضلة وأمینة للانضمام إلى المجلس التأسیسي لإقرار دستور الجمهوریة الإسلامیة؛ وكما أدلیتم بآرائكم لصالح الجمهوریة الإسلامیة بعشق ومحبة، علیكم أن تصوتوا لصالح أمناء الشعب حتى لا یتاح للطالحین فرصة دخول هذا المجلس.

إن صبیحة الثاني عشر من "فروردین 1358" (1نيسان 1979)، هو الیوم الأول من حكومة الله واسمى أعیادنا الدینیة والوطنیة؛ وحريّ بأبناء الشعب أن یحتفلوا بهذا الیوم ویحیوا ذكراه، فهو الیوم الذي انهار فیه مجلس أعیان القصر الملكي الذي واصل 2500 عام من حكومة الطاغوت، ورحلت فیه السلطة الشیطانیة إلى الأبد وحلت محلها حكومة المستضعفین، حكومة الله.

أیها الشعب المجید الذي أخذت حقك بدماء شبابك، تمسّك بهذا الحق الغالي واعرف قدره واحفظه، وأقم العدالة الإلهیة تحت لواء الإسلام ورایة القرآن بجهدك وتضحیاتك. إنني أمضي الأیام المتبقیة من عمري في خدمتكم التي هي خدمة للإسلام، وإنني أتوقع من أبناء الشعب أن یحرسوا بكل طاقتهم الإسلام والجمهوریة الإسلامیة.

أطالب الحكومة بالتخلص من آثار النظام الطاغوتي وجذوره الممتدة في جمیع شؤون البلاد، دون خوف من الغرب أو الشرق وبالاستناد إلى رؤية وإرادة مستقلة، وأن تعید صیاغة الثقافة ومراكز العدلیة وسائر الوزارات والإدارات بحلة إسلامية بعد أن كانت تدار وفق أسلوب غربي متأثر بالثقافة الغربیة، ولتجسد للعالم العدالة الاجتماعیة والاستقلال الثقافي والاقتصادي والسیاسي.

أسأل الله تعالى ان يمن بالعزة والاستقلال على البلاد والأمة الإسلامیة.

والسلام علیكم ورحمة الله/

روح الله الموسوی الخمیني

إرسال تعليق