تقنيات إيرانية قائمة على المعرفة لإزالة الملوّثات وتعزيز جودة المياه
05 December 2025 | 09:12
  • تقنيات إيرانية قائمة على المعرفة لإزالة الملوّثات وتعزيز جودة المياه

    نجحت شركة إيرانية معرفية في تطوير حلول حيوية متقدمة تشمل أسمدة جلبكية وبيوسايدات صناعية، بهدف مكافحة تلوث المياه والحد من نمو الطحالب وتعزيز جودة المياه في القطاعات الصناعية والزراعية والبيئية.
    رمز الخبر : 8944

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، أعلنت مريم‌السادات ميرباقري، الباحثة وعضو هيئة التدريس في جامعة يزد، أنّ شركتهم المعرفية المتخصصة في التقانات الحيوية، والتي تأسست عام 2021 في الحرم الصناعي–التقني بجامعة يزد، استطاعت خلال السنوات الماضية تطوير المعرفة الفنية لإنتاج طيف واسع من المنتجات الحيوية ذات الاستخدامات الصناعية والبيئية.

    وأوضحت أنّ من أهم ابتكارات الشركة مادة مضادّة للطحالب لمعالجة مياه الصرف الصناعي، وهو ما دفع الفريق إلى التوسع في إنتاج أنواع متعددة من البيوسايدات الصناعية. وقد حصل هذا المنتج على شهادة "معرفية" من معاونت الشؤون العلمية لرئاسة الجمهورية.

    وبيّنت ميرباقري أنّ البيوسايدات هي مركّبات كيميائية تعتمد على "بيروكسياستيك أسيد" أو "إيزوتيازولين" وتتميز بقدرتها المرتفعة على القضاء على الكائنات الدقيقة في المياه وقطاعات النفط والغاز، فضلاً عن دورها كمبيدات بكتيرية ومواد تعقيم ومضادات ترسّب.

    وأضافت أنّ المركّب المضاد للطحالب الذي طورته الشركة قادر على تثبيط نمو الطحالب والقضاء عليها، بما يحافظ على جودة المياه في الأحواض الصناعية والزراعية وأحواض الأسماك. كما طوّر الفريق مواد مضادة للطحالب مخصّصة للأحواض المائية المختلفة.

    وأشارت إلى أنّ الشركة حصلت كذلك على شهادة معرفية لمنتج الفیکوسیانین المستخلص من طحلب السبيرولينا، وهو مركّب طبيعي يعمل كمضاد أكسدة قوي وذو خصائص مضادّة للالتهاب، ويمكن استخدامه في التطبيقات الطبية والغذائية. كما تنتج الشركة مكملات غذائية تعتمد على جنين القمح والسبيرولينا والخمائر والإنزيمات، مؤكدةً العمل على تطوير مكملات خاصة بالأطفال وكبار السن لدعم العمليات الهضمية والأيضية.

    وفي مجال معالجة المياه، أوضحت ميرباقري أنّ الشركة تصنّع مركّبات مضادة للبكتيريا والطحالب وأنواعاً مختلفة من البيوسايدات المستخدمة في محطات معالجة المياه والصناعات البتروكيميائية وأنظمة التبريد. كما تمتلك حلولاً قابلة للتطبيق في الصناعات البحرية والسفن ومزارع الأحياء المائية.

    وأكدت أنّ الفريق تمكّن من توطين تصنيع عدد من المركّبات المستخدمة في إزالة البكتيريا والطحالب والرسوبيات العضوية في محطات المياه والصرف الصحي، الأمر الذي يساهم في تقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة.

    الأسمدة الجلبكية… بديل متطور للأسمدة الكيميائية

    كشفت المديرة التنفيذية للشركة عن تطوير سماد جلبكي حيوي يعزز إنبات النباتات، ويدعم نمو الجذور، ويزيد مقاومتها للصقيع والأمراض والضغوط البيئية، مؤكدةً أنه يشكل بديلاً آمناً وفعّالاً للأسمدة الكيميائية.

    وأضافت أنّ استخدام هذا السماد في الأراضي العشبية والمزارع يؤدي إلى زيادة امتصاص العناصر الغذائية، وتحسين جودة المحاصيل، ورفع محتواها البروتيني. كما أشارت إلى أنّ إنتاج الفیکوسیانین كصبغة زرقاء طبيعية عبر معالجة الطحالب أحادية الخلية يمثّل خطوة مهمة في تطوير منتجات ذات قيمة غذائية وطبية عالية.

    دعوة لدعم الشركات المعرفية وتقليل الاعتماد على الاستيراد

    اعتبرت ميرباقري أنّ أبرز التحديات التي تواجه هذه الشركات هو الاستيراد الكبير للبيوسايدات من شركات كيميائية خارجية، ما يحد من قدرة المنتجات المحلية على دخول السوق. وطالبت بدعم حكومي مباشر لتسهيل تسويق منتجات الشركات المعرفية، وتمكينها من التوسع في البحث والتطوير.

    كما لفتت إلى أن التلوث الميكروبي في المياه، وخصوصاً في المحافظات الجافة، يسبب عكارة المياه وتآكل الأنابيب، مما يؤدي إلى مشكلات في صناعات حساسة مثل صناعة الفولاذ. وأكدت استعداد شركتها لتنفيذ مشاريع لمعالجة هذه المشكلات.

    وأضافت أنّ معظم المواد الكيميائية المستخدمة حالياً في المعالجة، مثل البيوسايدات ومضادات الترسّب والتآكل، تعتمد على الخامات الأساسية المستوردة، مشددة على ضرورة دعم الباحثين والمهندسين لتطوير مواد بديلة محلياً.

    الخامات الأساسية… العقبة الأكبر أمام صناعة معالجة المياه

    أوضحت الباحثة أنّ تأمين الخامات الأساسية يشكّل أكبر تحدٍّ في الصناعات الدوائية وتحلية المياه، بسبب اعتماد السوق المحلي بشكل شبه كامل على الاستيراد. وأكدت أنّ تصنيع مركّبات محلّية—even بسيطة—يمكن أن يقلّل بشكل كبير من خروج العملة الصعبة. وفي ختام حديثها، أشادت بجهود معاونت الشؤون العلمية في تنظيم معارض تجمع الشركات المعرفية بالصناعات الكبرى، معتبرةً هذه الفعاليات منصة مهمة لتحديد الاحتياجات التقنية وتوسيع السوق أمام المنتجات المحلية.

    إرسال تعليق