باحثون من جامعة طهران يطوّرون أداة ثورية للتشخيص المبكر للسرطان
05 December 2025 | 15:09
  • باحثون من جامعة طهران يطوّرون أداة ثورية للتشخيص المبكر للسرطان

    بدمج الهندسة الإلكترونية بالعلوم الطبية، نجح فريق بحثي إيراني في تصميم جهاز تشخيصي يُستخدم أثناء التنظير الداخلي لتمييز الآفات السرطانية في الزمن الحقيقي، ما يعزّز فرص الكشف المبكر والعلاج السريع.
    رمز الخبر : 8837

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، تمكّن فريق من الباحثين في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية بجامعة طهران بالتعاون مع جامعة طهران للعلوم الطبية من تصميم وتصنيع جهاز متقدّم قادر على التشخيص الدقيق لسرطانات الجهاز الهضمي العلوي، وذلك بالاعتماد على مبدأ التحليل الطيفي للممانعة الكهربائية (Electrical Impedance Spectroscopy - EIS). هذا الجهاز يتيح التمييز بين الآفات عالية الخطورة وتلك منخفضة الخطورة بصورة فورية وفعّالة.

    وقد أُجريت هذه الدراسة ضمن مشروع بحثي تجريبي (Pilot Study) بإشراف كلٍّ من الدكتور محمد عبد الأحد أستاذ الهندسة الطبية، والدكتورة ريحانة مهدوي عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب بجامعة طهران، والدكتور رضا تسليمي أستاذ مساعد في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد، والدكتور روح الله ميري أستاذ مشارك في قسم الجراحة بجامعة طهران للعلوم الطبية. ونُشرت نتائج البحث في مجلة Digestive Diseases and Sciences المحكمة.

    ويُعرف الجهاز باسم Electrical Endoscopic Mass Characterizer (EEMC)، وهو مصمَّم لتمييز الآفات التي تستوجب الاستئصال الجراحي عن تلك التي تحتاج فقط إلى المتابعة الدورية، وذلك من خلال تحليل الخصائص الكهربائية للنسيج أثناء العملية بالزمن الحقيقي (Real-Time).

    وأعلنت الدكتورة ريحانة مهدوي موضحةً أهمية هذا الابتكار: "تُعدّ سرطانات الجهاز الهضمي العلوي من أكثر الأنواع خطورة لأنها غالباً ما تكون في مراحلها المبكرة بلا أعراض واضحة، مما يجعل التشخيص المتأخر ذا تبعات سريرية خطيرة. إن الاعتماد الحالي على التقييم البصري أثناء التنظير وأخذ الخزعات المخبرية قد يؤدي إلى إغفال بعض الآفات عالية الخطورة أو إلى الحاجة لأخذ عينات إضافية مكلفة ومستهلكة للوقت. لذا فإن أداةً مساعدةً تعمل بدقة عالية وبشكل فوري يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في سرعة ودقة التشخيص، مع تقليل التدخلات غير الضرورية."

    وأشارت إلی أن من أبرز مزايا هذا الجهاز تحسين دقة التنظير الداخلي، موضحةً: "لقد تم تصميم النظام ليُستخدم بسهولة مع ملقط الخزعة التقليدي في التنظير دون إعاقة سير الإجراء الطبي، بحيث يُقدّم تشخيصاً متوافقاً مع نتائج الفحص النسيجي، وهو المعيار الذهبي، مما يرفع من دقة وكفاءة التشخيص أثناء التنظير."

    أما عن نتائج الدراسة، فأضافت الدكتورة مهدوي أنه تم اختبار الجهاز على 52 مريضاً خضعوا لتنظير وخزعة في مركز التصوير التابع لقسم أمراض الجهاز الهضمي بجامعة طهران للعلوم الطبية، حيث صُنّفت 18 آفة منها كعالية الخطورة. وأظهرت التحليلات الإحصائية بالمقارنة مع نتائج الخزعات الباثولوجية أن الجهاز سجّل أداءً متميزاً:

    • الحساسية: %94.7

    • الخصوصية: %93.9

    • الدقة الإجمالية: %94.2

    وتُبرز هذه النتائج الإمكانات العالية لجهاز EEMC في تقليل الحاجة إلى أخذ خزعات غير ضرورية، وتعزيز الكشف المبكر للآفات التي تتطلب تدخلاً علاجياً، ما يجعله أداة واعدة في تحسين جودة الرعاية لمرضى الجهاز الهضمي العلوي.

    إرسال تعليق