"الغارديان": الشرق الأوسط والانتخابات الأميركية.. كيف يمكن أن يؤثر كل منهما على الآخر؟
أفادت وکالة آنا الإخباریة، قالت صحيفة "الغارديان" البريطاينة إنّه "على الرغم من أن السياسة الخارجية نادراً ما تكون عاملاً حاسماً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا أن هذا العام قد يشهد استثناءً".
وأوضحت الصحيفة أنه بسبب الصراعات في غزة والضفة الغربية ولبنان، واحتمالية اندلاع حرب مع إيران، "قد يكون لهذه الأمور تأثيرات كبيرة على فرص كامالا هاريس في سباق انتخابي من المتوقع أن يُحسم بفارق ضئيل". على الجانب الآخر، ترى "الغارديان"، أنّ "نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية ستكون مؤثرة بشكل غير متوقع على الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن "السياسات التي ستتبناها الإدارة القادمة قد تغير من مسار الأحداث في المنطقة بطرق قد تكون بالغة الأهمية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في ظل الصراعات القائمة".
ولفتت الصحيفة، إلى أن "دعم جو بايدن الثابت لإسرائيل أمام المجازر المدنية الجماعية في غزة، أدى إلى تنفير العديد من الديمقراطيين التقدميين، ما جعل المعركة الانتخابية معقّدة أمام كامالا هاريس التي لم تنأى بنفسها عن سياسة بايدن في الشرق الأوسط".
وبحسب "الغارديان"، تواجه هاريس حالياً "صعوبة في عدد من الولايات"، وبشكل خاص في "ميشيغان" والتي تضمّ نسبة كبيرة من الناخبين العرب "بسبب تغطية ودعم إدارة بايدن للحرب على غزّة، وخسارة تلك الولاية ستعقد بشكل كبير طريق هاريس إلى الرئاسة".
ومن المرجح أن يؤثر انتشار الحرب واندلاع الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران على الحملة الرئاسية إلى ما هو أبعد من ميشيغان، حيث يجمع بين الشكوك حول كفاءة فريق بايدن-هاريس في السياسة الخارجية والتهديد بارتفاع أسعار النفط في أسوأ وقت ممكن لهاريس.
وألمحت صحيفة "الغارديان" إلى أنّ الدعم لكيان الإحتلال بـ"معزل عن تصرفاته"، أصبح "شعاراً لكل من المرشحين الرئاسيين الجمهوريين والديمقراطيين". وكانت رسالة نتنياهو واضحة أنّ "أي تردد في توفير الأسلحة أو الدعم الدبلوماسي سوف يترتب عليه تكلفة سياسية باهظة. وسوف يتم تصوير الزعيم الأميركي الذي يتحمل المسؤولية على أنه خائن لإسرائيل"، وفق الصحيفة.
واستغلّ نتنياهو بحسب الصحيفة البريطانية، "حجم مجموعات الضغط الإسرائيلية وتأثيرها في الولايات المتحدّة،لفرض شروطه وفعل ما يريده". نتيجة هذا التكتيك، قالت "الغارديان" إنّ "سلسلة مبادرات وقف إطلاق النار هذا العام لم تسفر عن شيء، حيث تجهلها نتنياهو، وفي بعض الأحيان بأسلوب مهين للغاية للولايات المتحدة كقوة عظمى وشريك مفترض في المشروع".
يبدو للصحيفة، أن "قرارات نتنياهو تتأثر بتوقع عودة ترامب إلى الرئاسة، وهو ليس الوحيد الذي يأمل في ذلك". ولكن وفق "الغارديان" فإنه "من غير المؤكد ما إذا كان ترامب، إذا انتُخب مجدداً، سيساعد نتنياهو في تحقيق هدفه الاستراتيجي بشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني".
وعلى الرغم من "آمال نتنياهو بفوز ترامب"، فإن "الدعم المتوقع من واشنطن قد يكون أكثر تركيزاً على العمليات وأقل عاطفية مقارنة بالدعم الذي يقدمه بايدن". وفي هذا الخصوص أبدى رام بن باراك، رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق خشيته للصحيفة "من أن يؤدي الجمع بين ترامب ونتنياهو في الأمد البعيد إلى تسميم العلاقة الأساسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل".