"فايننشال تايمز": كيف خسرت "إسرائيل" اليسار الأميركي؟
أفادت وکالة آنا الإخباریة، أكّدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنّ الثورات الطالبية في الجامعات الأميركية جاءت نتيجة خسارة "إسرائيل" لليسار الأميركي. وقالت الصحيفة إنّ الولايات المتحدة تعيش موسم التخرّج من الجامعات، وذلك مع اندلاع الاحتجاجات داخل الجامعات تأييداً لغزّة، ورفضاً لجرائم الإبادة الإسرائيلية، الأمر الذي أجبر المسؤولين في العديد من الجامعات على التفكير فيما إذا كان ينبغي عليهم ترك المخيّمات المؤيدة للفلسطينيين داخل الحرم الجامعي مكانها أو إخلاؤها أو إلغاء احتفالات التخرّج بالكامل.
كما أنّ الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، جددت الجدل حول سبب اختيار طلاب الجامعات قضية العدوان على قطاع غزّة قضية مُحفّزة لهم، ومن الواضح أنّ الصور المروّعة للمجاعة والموت على يد حليف الولايات المتحدة هي الدافع وراء ذلك. وتتساءل الصحيفة حول الكثير من الأمثلة الحديثة لحلفاء أميركا الذين يشنون حملاتٍ عسكرية في العالم، مثل: (السعوديون في اليمن، والأتراك في كردستان، والفرنسيون في مالي) والتي لم يلاحظها أحد في الجامعات. فلماذا "إسرائيل" إذاً؟
وفق الصحيفة فإنّ التحليلات تنقسم حول الأسباب الكامنة وراء الاحتجاجات الطالبية بشكلٍ عام إلى 3 مجموعات: المجموعة الأولى أيديولوجية، والمجموعة الثانية ترجع السبب لأسباب تآمرية (تبرّعات قطرية للجامعات الكبرى)، أما المجموعة الثالثة فترى بأنّ العمر لاعب رئيسي فالشباب لا يعرفون "إسرائيل" إلا كقوّة عسكرية.
وتطرح الصحيفة البريطانية مبرّراً آخر أكثر واقعية، وتقول إنّ السبب الكامن خلف الثورات الطالبية يعود إلى سبب "سياسي حزبي"، وهو تخلّي الجامعات واليسار الأميركي عن "إسرائيل" بشكلٍ مُتزايد.
خلافات أميركية - إسرائيلية
وأشارت الصحيفة إلى أنّه مرّ وقت في السابق كان فيه أهم هدف للسياسة الخارجية الإسرائيلية هو ضمان دعم الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) في الولايات المتحدة الأميركية.
وبالفعل، كان هذا هو المبدأ المؤسس للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، وهي مجموعة الضغط الرئيسية لـ "الدولة" اليهودية في واشنطن، والتي لم تساهم حتى في معظم فترة وجودها في دعم المرشحين السياسيين الأميركيين خوفاً من أن يُنظر إليها على أنّها متحزبة بشكلٍ علني، ولكن يبدو أنّ كل ذلك تغيّر منذ 15 عاماً عندما عاد نتنياهو إلى السلطة.
الصحيفة أوضحت أنّه "منذ بداية رئاسة باراك أوباما، الذي تولّى منصبه قبل أسابيع فقط من فوز حزب الليكود بزعامة نتنياهو في انتخابات الكنيست عام 2009، كان الزعيمان يكرهان بعضهما البعض. وهذا ليس بالضرورة أمراً غير عادي. فالرؤساء الأميركيون ورؤساء الوزراء الإسرائيليون لديهم تاريخ مُتقلّب. فقد كان جيمي كارتر يمقت مناحيم بيغن الذي اعتبره عنيداً وتافهاً، وكذلك، اصطدم جورج بوش الأب مع مقاتل الشوارع المشاكس إسحق شامير.
وخلال حملة إعادة انتخاب أوباما في العام 2012، اقترب نتنياهو من تأييد خصمه الجمهوري، ميت رومني، بشكلٍ فعّال، وأدلى بتصريحاتٍ علنية أوضحت أنّه "يفضّل أن يخسر الرئيس الحالي".
ولزيادة الطين بلّة، بعد هزيمة رومني، لجأ نتنياهو إلى الزعماء الجمهوريين في الكونغرس الأميركي للفوز بدعوة لإلقاء كلمة أمام جلسة مُشتركة لتقويض جهود أوباما لتأمين الاتفاق النووي مع إيران بشكلٍ واضح.
وفي وقتٍ سابق، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه مع ارتفاع عدد الضحايا في غزّة، تحوّلت الحركة المؤيدة للفلسطينيين إلى قوّة سياسية قوية، وإن كانت مفككة، في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنّ الديمقراطيين باتوا يشعرون بالضغط.
وأوردت الصحيفة أنّ قضية دعم الفلسطينيين تحوّلت إلى قضية محدّدة لليسار الديمقراطي، مما حفّز مجموعة واسعة إلى القيام بأهم حركة احتجاجية في عهد الرئيس جو بايدن.