إكذوبة تزويد إيران روسيا بالصواريخ.. وأهداف التصعيد الغربي ضد طهران
أفادت وکالة آنا الإخباریة، اللافت ان امريكان وعلى لسان كبار مسؤوليها، كما نقلت عنهم وكالتا رويترز وفرانس برس، اكدوا انهم لا يستطيعون التأكيد حاليا أن عمليات تسليم الصواريخ الباليستية قد تمت بالفعل، ولا يوجد اي مؤشر على ذلك ، وهو نفي تقاطع ايضا مع نفي مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي، عن وجود أي أدلة على تقديم إيران صواريخ باليستية لروسيا، لكن رغم ذلك، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن بلاده تدرس فرض عقوبات إضافية ضد إيران على "خلفية التقارير"! عن خطط طهران المزعومة لتسليم صواريخ لروسيا، وان امريكا مستعدة للرد بسرعة وبشكل منسق، بما في ذلك بإجراءات جديدة وملموسة ضد إيران، ودراسة العديد من الخيارات، والعقوبات الإضافية.
تصريحات كيربي جاءت تعليقا على بيان مجموعة السبع، امريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، الصادر يوم الجمعة الماضي، والذي جاء فيه "إذا بدأت إيران إرسال صواريخ بالستية أو تقنيات مرتبطة بها إلى روسيا، سنكون مستعدين للاستجابة بطريقة سريعة ومنسقة، ويشمل ذلك فرض عقوبات إضافية شديدة".
نفس هذه التهديدات جاءت على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في كلمة القتها يم الثلاثاء الماضي أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، عندما قالت: "سأضيف أننا مستعدون للرد بعقوبات إضافية في حال زودت إيران روسيا بصواريخ باليستية". ويبدو ان في مقدمة تلك العقوبات التي هددت بها مجموعة السبع ايران، كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول امريكي "وقف رحلات الخطوط الجوية الإيرانية إلى أوروبا".
مجموعة السبع ، بقيادة امريكا، اتخذت "تقارير" صحيفة ، دليلا لاتهام ايران بانها تزود روسيا بالصواريخ والتقنية المرتبطة بها، دون ان تقدم دليلا واحدا، او تعتمد على تقارير رسمية وموثقة، وكل ما جاء في هذه "التقارير" الصحفية منقولة عن "مصادر مجهولة" ، وان "فلان مسؤول عسكري روسي زار ايران" ، او "فلان مسؤول ايراني زار روسيا"، او ان "ايران تدرس تزويد روسيا بالصواريخ"، او نقلا عن مسؤول لم يكشف هويته"، او..، الامر الذي يؤكد ان الموضوع برمته بلا أساس ولا يقوم على اي دليل او شاهد.
اللافت اكثر هو ان اوكرانيا نفسها نفت استخدام روسيا لاي صاروخ ايراني، وهو ماجاء على لسان المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات، في تصريح للتلفزيون الأوكراني، حيث قال ما نصه:" لا توجد معلومات رسمية عن أن إيران أمدت روسيا بمئات الصواريخ الباليستية، حتى الآن ليس لدى مصادرنا الرسمية معلومات حول تلقي صواريخ، وخصوصا هذا العدد الكبير". وتصريح إهانت جاء ردا على تقرير وكالة رويترز البريطانية، التي زعمت ان ايران زدت روسيا بـ400 صاروخ بالستي!.
ان ايران اعلنت واكثر من مرة، انه على الرغم من عدم وجود قيود قانونية على بيع المعدات العسكرية، إلا أن إيران ملتزمة أخلاقيا بالامتناع عن صفقات الأسلحة خلال الصراع الروسي -الأوكراني لتجنب تأجيج الحرب، وذلك انطلاقا من التزامها بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، هذا اولا ، ثانيا، ان ايران وروسيا دولتان دولتان مستقلتان وذات سيادة ومن حقهما عقد صفقات بيع السلاح سواء فيما بينها، أو مع غيرهما، فهذا حق سيادي ليس من حق أي طرف ثالث أن ينازعهما فيه، ثالثا، ما حاجة روسيا للصواريخ والتقنية الايرانية، فهي دولة عظمى ومن اكثر دول العالم تطورا في صناعة الصواريخ، وتمتلك تقنية متطورة في هذ المجال، فالامر برمته ليس سوى محاولة لممارسة المزيد من الضغط على ايران، بهدف انقاذ "اسرائيل" من ورطتها في غزة، و انقاذ "هيبة" امريكا التي مرغتها القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية بالوحل، فالغرب يعتقد، انطلاقا من رؤيته المشوهة للعلاقات بين الدول والحلفاء، ان اعضاء محور المقاومة في المنطقة يتحركون بأوامر من ايران، بينما الحقيقة ليست كذلك بالمرة، فالاجراءات التي تتخذها اطراف محور المقاومة، لدعم غزة والرد على الطغيان الامريكي، تُتخذ على ضوء الظروف الخاصة بكل طرف، فلكل طرف سياسته الخاصة، وليس هناك من طرف يفرض ارادته على الطرف الاخر، رغم وحدة الهدف.