الإكتفاء الذاتي.. إستراتيجية ايران الراهنة لتحقيق الأمن الغذائي
ووفقاً لوكالة "آنا" الإخبارية، رفعت الحرب الأخيرة المندلعة بين روسيا وأوكرانيا النقاب عن قضية مصيرية تخصّ البشرية، وكانت تلك القضية أنها أظهرت أن منتجا استراتيجيًا مثل القمح يمكن أن يكون أقوى من السلاح العسكري، ويمكن للدول التي تعتبر عمالقة إنتاج القمح في العالم أن تغيّر المعادلة كلها بمنع تصدير هذا المنتج، وهو ما سينعكس بشكل مدمّر على الإقتصاد العالمي كما شاهدنا أمام أعيننا في الآونة الأخيرة.
وفي الوقت الراهن وبينما نشهد هذه التطورات المتواترة، كانت الجمهورية الإسلامية من أوائل الدول في العالم التي تنتج القمح بظروف مناخية ملائمة وإمكانيات زراعية عالية، ولكن يظلّ السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم تصل ايران بعد إلى الاكتفاء الذاتي الكامل في إنتاج القمح؟
بالطبع لا نتجاهل أنه في العام الماضي كان إنتاج المنتجات الزراعية في ايران وتحقيق الأمن الغذائي من بين الأولويات الأساسية لوزارة الجهاد الزراعي في الحكومة الايرانية الثالثة عشرة، حتى أنه في العام الماضي، تسعى هذه الوزارة إلى تحقيق هذا الهدف من خلال دعم المزارعين في مختلف المجالات ، مثل زيادة معدل الشراء المضمون للمنتجات الزراعية ، والزراعة التعاقدية ، وخفض سعر المدخلات الزراعية بنسبة 45٪ ، بما في ذلك الأسمدة والسموم.
ووضعت وزارة الجهاد الزراعي في ايران في بداية عملها على جدول أعمالها زيادة معدل الشراء المضمون للمنتجات الأساسية إلى حد التضخم وتكاليف الإنتاج، بحيث مع زيادة سعر الشراء المضمون للقمح بنسبة 130٪ ، شهدنا إنتاج هذا المحصول بزيادة كبيرة زيادة وصلت الى نسبة 55٪ في الشراء الحكومي المضمون مقارنة بالعام الذي سبقه.