المفاوضات النووية.. وحكاية الرسائل الأمريكية الى إيران
أفادت وکالة آنا الإخباریة، ان اشارة کنعاني، الى الرسائل التي تتبادلها اطراف المفاوضات النووية، عبر قنوات دبلوماسية متعددة، والتي لم تنقطع رغم التصريحات العلنية لبعض المسؤولين الغربيين وعلى راسهم امريكا، والتي عادة ما تنعى الاتفاق النووي، بين وقت وآخر، تؤكد ان هناك وجها آخر للسياسة الغربية، غير الوجه الذي تظهر عليه في العلن.
هذه الحقيقة اشار اليها ايضا قبل ايام، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة أجرتها معه قناة "تي آر تي" التركية، عندما تحدث عن رسائل الغربيين، وعلى راسهم الامريكيين، التي بعثوها سرا الى ايران، بشأن مواصلة المفاوضات النووية، ورغم انهم في العلن كانوا يرسلون رسائل إلى المتظاهرين في إيران مفادها أن أولويتنا ليست خطة العمل الشامل المشتركة، بل الوضع في إيران واعمال الشغب فيها.
هذه الحقيقة تكشف عن ان الامريكيين، كانوا يعقدون الامال على اعمال الشغب، من اجل الحصول على تنازلات من ايران في المفاوضات النووية، ومن جانب اخر، كانوا يدركون جيدا قوة وصلابة النظام الاسلامي في ايران، لذلك استمروا في ارسال الرسائل الى الحكومة الايرانية، حتى في ذروة اعمال الشغب، والتي تتحدث عن جديتهم في المفاوضات، وهي رسائل ازدادت بعد ان تأكد الامريكيون من عدم جدوى التظاهرات.
اللافت ان هذا الاسلوب الامريكي الخائب في التعامل مع ايران، بدأ الاوروبيون استخدامه مع ايران رغم فشله، ففي الوقت الذي يضغط البرلمان الاوروبي على ايران عبر قرار درج حرس الثورة الاسلامية على لائحة الارهاب الاوروبية، لدفعها لتقديم تنازلات في ملفات اخرى، نرى منسق السياسية الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل يصرح اكثر من تصريح، منتقدا قرار البرلمان الاوروبي، واصفا اياه بـ"العاطفي"، والذي يفتقر الى جوانب اجرائية ، بل انه هاجم النواب الذين صادقوا عليه بالقول: انه "لا يمكنك أن تقول أنا أعتبرك إرهابيا لأنك لا تعجبني"!.
امام هذه الالاعيب الدبلوماسية، بنسختيها الامريكية والاوروبية، لا تملك ايران الا سياسة واحدة وثابتة ولن تحيد عنها، وليست مرهونة باحداث ولا تطورت طارئة، وهذه السياسة مازالت تؤكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق عبر القنوات الدبلوماسية، دون شروط مسبقة، في إطار المفاوضات التي جرت في الماضي، وفق نظرة واقعية تحترم حقوق ومصالح إيران الوطنية، ونقطة على السطر.