إلى أين يتّجه تصاعد التوتّر بين أمريكا والصين في سوق التكنولوجيا ؟

ووفقاً لوكالة أنباء آنا للعلوم والتكنولوجيا فإن الإنتشار المتزايد لجهاز آيفون في الصين يؤثر على قطاع التكنولوجيا الأمريكي. انخفضت أسهم شركة أبل بعد أن قيدت بكين استخدام آيفون ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وفي هذا الصدد، انتقد رئيس مجلس النواب الأمريكي تصرفات الصين. وأثار المشرعون الأمريكيون المخاوف من أن شركات التكنولوجيا الأمريكية، المنكشفة بشدة على الصين، قد تتأثر بالتوترات المتزايدة بين البلدين.

*حظر بكين على استخدام آبل

وانخفضت أسهم شركة أبل بنسبة 2.9 في المائة، وهو أسوأ انخفاض لها على مدار يومين منذ الأسبوع الماضي، بعد تقارير تفيد بأن بكين طلبت من موظفي بعض وكالات الحكومة المركزية في الأسابيع الأخيرة التوقف عن استخدام هواتف أبل في العمل، منذ شهر نوفمبر.

وقال العديد من المحللين في وول ستريت: إن القيود تظهر أنه حتى الشركة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة الصينية ولها حضور كبير في ثاني أكبر اقتصاد في العالم ليست محصنة ضد التوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة.

وقد تفاقم الإحتكاك بين الصين والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة؛ لأن واشنطن تحاول الحد من وصول الصين إلى التقنيات الرئيسية، بما في ذلك تكنولوجيا الرقائق المتقدمة، وتتطلع بكين إلى تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية.

*الكشف عن الشريحة الصينية المتقدمة

وكشفت شركة هواوي الصينية الأسبوع الماضي عن هاتفها الذكي الجديد  Mate 60 Pro، الذي يستخدم شريحة متطورة ويمثل تحسنا واضحا على الرغم من العقوبات الأمريكية.

وأعلنت وزارة التجارة الأمريكية الأسبوع الماضي أنها تحصل على مزيد من المعلومات حول ميزات وتكوين الشريحة التي من شأنها أن تنتهك القيود التجارية.

وأضافت الوزارة: "القيود المفروضة منذ عام 2019 دمرت هواوي وأجبرتها على إعادة اختراع نفسها، على حساب الحكومة الصينية". نحن نعمل باستمرار على تقييم وتحديث ضوابطنا، حسب الضرورة، بناءً على بيئة التهديد الديناميكية ولن نتردد في اتخاذ الإجراء المناسب لحماية الأمن القومي الأمريكي.

*تزايد التوتر بين بكين وواشنطن

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان: "تحاول الولايات المتحدة الحصول على مزيد من المعلومات حول شريحة هواوي". هناك عدة طرق لفهم ما نتعامل معه بالضبط. نريد أن ننظر إلى هذا الأمر بعناية، ونتشاور مع شركائنا ونحصل على فهم أوضح، ثم سنتخذ قرارًا بناءً على ذلك.

أدت العقوبات الأمريكية المستمرة إلى منع وصول هواوي إلى أدوات صنع الرقائق اللازمة لإنتاج نماذج الهواتف الأكثر تقدما، مما يعرض أعمال الشركة للخطر ويسمح لشركة أبل بالحصول على حصة سوقية من الشركة الوطنية الصينية المفضلة.

ووفقا للمحللين، إذا كانت هواوي لديها القدرة على توريد وتطوير الرقائق الخاصة بها، فإننا نرى هواتف سلسلة "Mate" فرصة لهواوي لزيادة شحناتها واستعادة حصتها في السوق.

وانخفض سهم إحدى الشركات الأمريكية ذات أكبر حضور في الصين بنسبة 7.2 في المائة لتقود الخسائر بين عمالقة التكنولوجيا.

أعرب المشرعون من كلا الحزبين الأمريكيين الرئيسيين عن قلقهم بشأن مخاطر الأمن القومي التي يُزعم أن المنتجات الصينية تشكلها، وضغطوا على إدارة بايدن لتكون أكثر عدوانية مع بكين.

*الحظر الأوسع ليس مفاجئا

وقال النائب الأمريكي مايك غالاغر، رئيس لجنة مجلس النواب المعنية بالصين، إن الحظر الأوسع لم يكن مفاجئا وأظهر كيف تحاول الصين الحد من وصول شركة غربية إلى الأسواق.

وأعرب السيناتور الأمريكي مارك وارنر، وهو ديمقراطي ورئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، عن مخاوف مماثلة، قائلا: "مع توقف الاقتصاد الصيني، يمكننا أن نتوقع إجراءات أكثر عدوانية ضد الشركات الأجنبية".

وقامت الصين بتقييد الشحنات من الشركات الأمريكية البارزة، بما في ذلك شركة بوينج لصناعة الطائرات وشركة تصنيع شرائح الذاكرة.

وانخفضت أيضًا أسعار موردي تصنيع آيفون الآخرين، حيث انخفضت ما بين 1.8 و7.4 درجة. كما انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية بمقدار 0.9 درجة بشكل ملحوظ. وفي آسيا، انخفضت أسهم العديد من موردي شركة أبل.

بطء الآيفون الصيني؛ نقطة مضيئة لشركة أبل

وقال ريك ميكلر، الشريك في شركة دولية، إن هذا الإعلان يبدو أنه أعاد تركيز المستثمرين على أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطرا كبيرا على أسعار الأسهم الحالية، وخاصة في مجال التكنولوجيا. يعد بطء آيفون في الصين نقطة مضيئة لشركة آبل.

وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون: "إن الصين سوق حيوي لشركة أبل، ليس فقط لأنها مركز تصنيع مهم للغاية، ولكن أيضًا لأنها مصدر مهم للإيرادات". وتجني شركة أبل ما يقرب من خمس إيراداتها من هذا البلد.

يقول ستريتر: إن المنافسين يقومون بالفعل بسد الفجوة في مبيعات الهواتف الذكية المتطورة، وإذا اشتدت الأمور، فقد يمنح ذلك المنافسين فرصة أفضل لسرقة عرش آبل.

إلاّ أنه بذات الوقت قد تعزز شركة آبل الطلب بعد حدث الأسبوع المقبل حيث من المتوقع أن تكشف النقاب عن سلسلة آيفون 15 بالإضافة إلى الساعات الذكية الجديدة.